مدار الساعة - قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية و شؤون المغتربين سفيان القضاة ان الظروف الامنية الاستثنائية التي تمر بها الجمهورية الليبية الشقيقة هذه الايام ليست بجديدة وقد تعاملت معها الوزارة في السابق. واوضح بانه ومنذ بداية الازمة في هذا البلد الشقيق عام ٢٠١١ قامت الوزارة بتوجيه نداء إلى جميع مواطنينا المقيمين في ليبيا بضرورة المغادرة، ولمن لم يتمكن من المغادرة جوا قامت الوزارة بتكليف فريق قنصلي من سفارتنا في القاهره للذهاب الى الحدود الليبية المصرية (السلوم) ليعمل على تسهيل عملية دخول المواطنين الاردنيين المقيمين في ليبيا إلى مصر ومن ثم تأمين مغادرتهم عبر مطار القاهرة الدولي الى الاْردن على مدى اسابيع. وقد قام الفريق بمساعدة الآلاف من الاردنيين بالسفر عبر الحدود البرية وعمل على إصدار المئات من وثائق السفر الاضطرارية لمن كانوا قد فقدوا جواز سفرهم وأوراقهم الثبوتية خلال الاحداث.
واضاف القضاة بانه وعلى الرغم من هذه الجهود والنداءات العديدة التي وجهت من قبل الحكومة و وزارة الخارجية للمواطنين الاردنيين المقيمين في ليبيا الا ان اعدادا كبيرة منهم اختارت البقاء هناك وعلى مسؤوليتهم الخاصة غير ابهين بكل هذه النداءات والتحذيرات، ولظروف خاصة بهم.
واوضح القضاة بانه وعلى الرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها الجمهورية الليبية الشقيقة، والتي أدت الى إغلاق سفارتنا في طرابلس منذ اكثر من ٦ سنوات، بعد حادث اختطاف سفيرنا هناك، الا ان وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ومن خلال مركز عمليات الوزارة استمرت بالتواصل مع ابناء الجالية الاردنية هناك من خلال أكثر من وسيلة والعمل على متابعة اوضاعهم وتقديم ما امكن من الخدمات القنصلية لهم من خلال مركز عمليات الوزارة.
وقال الناطق الرسمي بأن الوزارة و منذ اندلاع العمليات العسكرية الاخيرة دعت المواطنين الأردنيين المقيمين في ليبيا إلى الالتزام التام بتعليمات الامن والسلامة الصادرة عن الجهات الليبية المختصة في ضوء التطورات التي تشهدها الاراضي الليبية في عدد من المناطق. كما أكدت الوزارة على ضرورة اتخاذ المواطنين الأردنيين المقيمين في ليبيا اقصى درجات الحيطة والحذر وتجنب اماكن التجمعات والابتعاد عن الاماكن التي تشهد توترا. وبذات الوقت كثفت الوزارة اتصالاتها مع أبناء الجالية الاردنية هناك خصوصا المقيمين في مدينة طرابلس وفي مناطق تاجوراء والسواني وابو سليم والهضبه وجنزور وسوق الجمعة الفرناج و وادي الربيع وغيرها. وانه بالامس فقط تم الاتصال باكثر من ٣٠ مواطنا اردنيا هناك للاطمئنان على اوضاعهم حيث اكدوا جميعا بانهم بخير والحمد لله.
كما اكد القضاة بأن الوزارة و بالتنسيق مع الأجهزة المختصة الاردنية تتابع و بشكل يومي حادثة اختطاف ثلاثة مواطنين أردنيين في ليبيا والتي تمت خلال شهر اب من العام المنصرم، وان الوزارة منذ ذلك الوقت تجري اتصالاتها مع الجانب الرسمي الليبي وأرسلت أكثر من مذكرة رسمية للسفارة الليبية في عمان بهذا الخصوص. وكذلك فقد تم طرح القضية أثناء زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي السيد فايز السراج للمملكة في شهر تشرين الثاني الماضي. وأضاف القضاة بان المعلومات التي تمكنت الوزارة التوصل إليها من خلال القنوات الرسمية افادت بأن المواطنين الثلاثة بخير، وهم لا زالوا محتجزين في العاصمة الليبية (طرابلس) منطقة تاجوراء. واكد الناطق الرسمي ان القضية تتابع بكل اهتمام وبشكل يومي من قبل الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى وزارة الخارجية، وان السفير الليبي في عمان أكد للوزارة في أكثر من مناسبة بان الموضوع يلقى من جانبهم كل الاهتمام وانه سيتم الإفراج عن المواطنين الثلاثة في وقت قريب.
وقال الناطق الرسمي بإنه منذ اندلاع الأحداث الاخيرة لم ترد لمركز عمليات الوزارة سوى ملاحظة واحدة من مواطن اردني مقيم هناك وتم التعامل مع الحادثة بسرعة وحلها. وجدد دعوته للمواطنين في حال وجود أي استفسار أو طلب للمساعدة التواصل على الخط الساخن في مركز عمليات وزارة الخارجية على رقم (٠٠٩٦٢٧٩٥٤٩٧٧٧ ) وعلى مدار الساعة. علما بان حركة الطيران من ليبيا الى الاْردن مستمرة الان وبواقع ثلاث رحلات أسبوعيا من مطار معيتيقة في مدينة طرابلس الى مطار الملكة علياء الدولي، لمن يرغب بالعودة الى المملكة. وفي نهاية البيان اعرب القضاة عن تمنياته بان تمر هذه الازمة دون اي اذى لمواطنينا المقيمين في ليبيا الشقيقة وان يحفظ الله ليبيا وشعبها وتتمكن من ان تستعيد عافيتها وامنها واستقرارها باسرع وقت ممكن.