مدار الساعة- تناقلت وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية موضوع اللوحات والمخطوطات الرصاصية أو ما أطلق البعض عليها (الدساتير الرصاصية)، وقد رصدت دائرة الآثار العامة على مواقع التواصل الإجتماعي تفاعل الكثير من المهتمين بهذا الموضوع، والآراء المتضاربة والتي تحمل في بعضها التحليل الاثري والعلمي المنطقي وفي بعضها الآخر التشكيك والتخوين، الأمر الذي يستدعي من دائرة الآثار العامة توضيح كل الملابسات في هذا الموضوع بكل شفافية وحياد.
وهنا أشار د. منذر جمحاوي مدير عام دائرة اللآثار العامة بأنه ومنذ ما يقرب من سبع سنوات قد قامت دائرة الآثار العامة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية بضبط ومصادرة العشرات من تلك اللوحات والمخطوطات الرصاصية بأشكال وأحجام مختلفة، وقد إدعى بعض من تداول تلك المخطوطات في تصريحاتهم بأنها قد جاءت من كهوف في منطقة معينة شمال الأردن.
وعليه فقد قامت دائرة الآثار العامة في حينه بتشكيل فريق وطني من الباحثين والمختصين بإجراء أعمال المسح والتنقيب الأثري لتلك المنطقة والكهوف التي تم الإدعاء بأنها جاءت منها، إلا أن نتائج تلك الأعمال قد أثبتت عدم وجود أي علاقة بين كف العليليات والمخطوطات المذكورة ولم يعثر في الكهف على التجاويف الجدارية الي ذكرها البريطاني "ديفيد اليكنغتون" ولم يتم العثور على الكهف المفترض وأن الصور التي بحوزته لا علاقة لها بالكهف الذي تمت زيارته مما يشير إلى عدم دقة معلوماته.
كما قامت دائرة الآثار العامة بعرض تلك المخطوطات على الخبراء والمختصين في مجال الكتابات القديمة وانه لغاية هذه اللحظة لم يتم إثبات أصالة أي من تلك المخطوطات من الناحية الأثرية فيما يتعلق بما هو موجود عليها من أحرف وكتابات.
وقد قامت دائرة الآثار العامة بتوضيح هذه المسألة خلال السنوات الماضية أكثر من مرة عن طريق المؤسسات الإعلامية الرسمية.
وأكد الجمحاوي على أنه لا بد من التأكيد على أن تقنيات التزييف وفنياته المتبعة والمتقنة أحدثت ولا تزال تحدث إرباكاً كبيراً وذلك لإعتمادها على استخدام مواد قديمة من كافة المعادن والحجارة ويتم الحفر عليها أو نقشها ورسمها بنصوص وأشكال مشابهة للأثر الحقيق مما يصعب التفريق بين الآثار الأصلية وتلك المزيفة ، ويبقى الحكم الفيصل بدراسة وتحليل طريقة تنفيذ الكتابات والأشكال والزخارف ومدى دقة أدتقانها ومقارنتها مع غيرها التي تعود لنفس الفترة.
وهنا اكد د. جمحاوي أن ما تم بثه على التلفزيون الاردني قبل ايام وما يتم الحديث عنه من خلال محاضرات للسيد "ديفيد اليكنغتون" وزوجته في احدى الجامعات عن هذا الموضوع منافي للدقة والموضوعية وغير مقبول من دائرة الاثار العامه، وبين أن دعوة "ديفيد اليكنغتون" للاردن وطرح هذا الموضوع دون الرجوع الى دائرة الاثار العامه واخذ الموافقة المسبقة للتصريح عن هذا الموضوع من قبل مؤسسة ارث الاردن والجامعة كان فيه مخالفة صريحة .
وذكر د. جمحاوي أن دائرة الآثار العامة تهيب بالجميع وبالمواقع الإخبارية الخاصة والرسمية توخي الدقة في تداول الأخبار والموضوعات خاصة فيما يتعلق بالجوانب البحثية والعلمية واستقاء المعلومة من مصادرها العلمية الرسمية المختصة.
وأكد أن دائرة الآثار العامة لن تتأخر في إطلاع الرأي العام بأي حقيقة علمية تتعلق بموروثنا الحضاري يتم إثباتها بالطرق العلمية المعتمدة، فوطننا يزخر بالخبراء والعلماء في مجال الكتابات القديمة والذي يعتبر بعضهم من المراجع العالمية في هكذا مجال .