د.طيب فاروسي - صيدلانية
يعاني الكثير من الأشخاص من الحساسية الموسمية (خاصة في فصل الربيع وتفتح براعم الأزهار)، الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على حياتهم اليومية مثل الصداع والعطش والعزلة الإجتماعية والتدني في مستويات الطاقة، وبما أننا الآن على أبواب فصل الربيع فيجب الإنتباه إلى زيادة مسببات الحساسية في هذا الوقت من السنة.
الحساسية هي رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي في الجسم تجاه مادة معينة أصبح الجسم حساساً تجاهها مثل غبار الطلع (حبوب اللقاح ) من النباتات وعث الغبار الموجود في البيوت وفرشات الأسرة وأغطيتها.
تؤثر حساسية حبوب اللقاح على الأغشية المخاطية للأنف والعينين وعندما تلامس مسببات الحساسية هذه القلوبينات المناعية (أجسام مضادة) التي هي عبارة عن مواد بروتينية يفرزها جهاز المناعة في الجسم لمهاجمة وإعاقة الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم وبالتالي تحمي أجسامنا من الإصابة بالأمراض المختلفة، حيث إن ملامسة حبوب اللقاح للأجسام المضادة المرتبطة بالخلايا داخل أنسجة الماتحمة والأنف المخاطية، تفرز الأنسجة مركبات كيميائية مثل الهيستامين والليكوترين التي تتسبب في ظهور علامات وأعراض الحساسية من سعال وعطاس وسيلان أنف ودموع وإحمرار وحكاك في العينين وسقف الحلق، وفي الحالات الحادة قد يظهر طفح جلدي وتورّم ويعاني المصاب من صعوبة في التنفس ونوبات من الربو.
العلاج:
قبل بدء خطة العلاج يجب أن يحظى المصاب بحساسية حبوب اللقاح بتشخيص دقيق عن النوع المسبب للحساسية عن طريق فحوصات الجلد أو فحص للأجسام المضادة في الدم.
يوجد العديد من الأدوية لعلاج الحساسية الموسمسة بشكل حبوب وإبر حقن وبخاخات للأنف عن طريق الفم وقطرات عينية وقطرات أنفية ومراهم أو كريمات جلدية.
من الأدوية الشائعة التي تستخدم لعلاج هذا النوع من الحساسية.
- مضادات الهيستامين والتي معظمها يسبب النعاس
مثل: دي فين هيدرامين
لوراديتين.
ديس لوراديتين
ستيريزين
- مضادات الإحتقان:
مثل: بسيدوإفدرين
مع الأخذ بعين الإعتبار أنها لا تٌعطى للحوامل ومرضى القلب ومرضى إرتفاع الضغط الشرياني ومرضى فرط نشاط الدرق والمصابون بالغلوغوما (المياه الزرقاء) في العين.
- الكورتيزونات بشكل إبر حقن تُعطى قبل بدأ موسم الحساسية أو بشكل بخاخات للأنف لأو عن طريق الفم ويمكن مشاركتها مع أدوية الربو في الحالات الشديدة.
وهناك قطرات العين التي تحتوي على كورتيزون ولكنها تُعطى بحذر للمصابين بإضطرابات في العين.
أما بالنسبة لحالات الطفح الجلدي نتيجة الحساسية فيمكن إعطائهم الكريمات أو المراهم التي يدخل في تركيبها الكورتيزون مع مراعاة إستعمالها لفترات قصيرة فقط.
- بخاخات الأنف الحاوية على مضادات الإحتقان تُعطى لفترات قصيرة فقط لا تتعدى الثلاثة أيام فقط لئلا يعود الإحتقان مرة أخرى وبشكل أسوء من السابق.
- أدوية تٌستخدم لمنع إطلاق المواد الكيماوية من جهاز المناعة في الجسم والتي تساهم في ظهور علامات وأعراض الحساسية وهي تستخدم في حال كانت مضادات الهيستامين غير فعّالة .
مثل: دواء السينكولير (مونتي لوكاست) ولكنها قد تسبب هياج وقلق وأرق وإكتئاب في بعض الأحيان.
الوقاية خير علاج:
- تجنب مسببات الحساسية قدر الإمكان.
- عدم الخروج من المنزل أوقات الجفاف والحر إلا عند الضرورة وذلك خلال موسم الحساسية.
- إرتداء نظارات العيون وكمامات الأنف للوقاية.
- تناول العلاج المناسب قبل وخلال ظهور أعراض الحساسية وفقا لإستشارة الطبيب.