انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

حوار طرشان بين «الطبيب» و«المعتدي».. الجريمة ليست كاملة الأركان

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/21 الساعة 19:48
حجم الخط

مدار الساعة - خليل حماد - ما الذي يدفع مرافق الطبيب الى الاعتداء عليه؟ كيف تحولت حوادث الاعتداء إلى ظاهرة اجتماعية؟

ما يجري حتى الآن، هو تناول الحوادث وفق ضوابط أمنية، أو عقابية. ضوابط لم تستطع تخفيض نسب الاعتداء فما الحل؟

استنادا الى ما تقوله قيادات العمل المهني النقابي، فلا شيء يبرر الاعتداء على الطبيب خلال فترة عمله، وهذا صحيح. لكن الصحيح أيضا أن ذلك لم يمنع من مواصلة الاعتداء عليه. فما الحل؟

يقول نقيب الاطباء الدكتور علي العبوس: هناك سلسلة من الاحداث المتعلقة بالاعتداء على الاطباء جعلت النقابة تشعر بالخطر على القطاع الطبي برمته.

وفق د. العبوس، "يخشى أن يتراجع الطبيب جراء كثرة الاعتداء على زملائه من استقبال الحالات الطارئة الصعبة، خشية على حياته".

هذا صحيح. لكن مجددا، الجندي لا يقول في المعركة انه معرّض للقتل أكثر من غيره من المهن، ثم يخشى من القتال، ويعود الى منزله. لا بدّ وأن يكون هناك حل ما

كلا الجانبين – الطبيب والمعتدي – لديهما ما يقولانه. من حيث المعتدي فإن طبيباً ما لا يحسن التصرّف وكاد أن يقتل نفسيا المريض ومرافقيه ألف مرة.

يسأل البعض: هل يعلمونه حساسية مهنته، وأنه يعمل بمهنة ليست كأي مهنة؟

يقول العبوس: هذا لا يبرر الاعتداء.

بالتأكيد هذا لا يبرر الاعتداء. لكنه يبقى أنه أحد أسبابه.

ما على رفاق العبوس معرفته ان غاضباً مرعوباً على والده أو طفله أو أمه، لن ينتظر، حتى يقدم شكوى بحق طبيب قصّر، أو يراه قصّر. ولأن الامر كذلك سيبقى على الدوام بهذه الصورة، وستظهر اعتداءات مجددا على الاطباء.

لهذا، إن على جميع اطراف المعادلة البحث عن حلول عملية وليست أمنية أو عقابية، ولا حتى نظرية مثل دعوات تقديم شكوى.

ما يجب التأكيد عليه أن مهنة الطبيب ليست كأي مهنة، وفي مستشفياتنا ما يظهر لنا ممارسات أطباء رحيمة وحكيمة حقا، سوى أن الحوادث تقع، فالجو مشحون.

لا يجوز أن تبقى الأطراف في حوار طرشان. علينا فورا البحث عن حلول علمية وعملية، تفضي إلى القضاء على الظاهرة وتحولها الى مجرد حوادث استثنائية. هذا هو الحل.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/21 الساعة 19:48