انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

حل الدولة الواحدة.. هل هو السنياريو الأخير؟

مدار الساعة,مقالات مختارة,الضفة الغربية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/07 الساعة 02:38
حجم الخط

حل الدولتين في أنفاسه الاخيرة، ولربما يمكن القول أنه قد اختفى الى الأبد، ويمكن اعلان وفاته. ربع قرن قد مرت على اتفافية أوسلو، وما يجري على الأرض كله اعلان وفاة سريرية بطيئة لاوسلو، وانكار وتجاهل اسرائيلي للاتفاقية رغم شدة عقمها ونكرانها لحقوق تاريخية وشرعية للفلسطينيين.
من المستحيلات قيام كيان فلسطيني سيادي مستقل. وما تقوم به اسرائيل من احتلال وسياسة استيطانية وتوليفة لسياسات فصل عنصري تجدها على الأرض هي الفاعلة والاقوى. أليست الدولة بحاجة الى متطلبات أولية وشروط للحياة، وبيئة موضوعية لأي دولة في العالم جغرافيا وسيادة وشعب ؟
و اما الاقتصاد فيتبع لاسرائيل والمعونات الدولية. والمجتمع السياسي الفلسطيني يواجه انقسامات وتشظيا ومزيدا من الخلافات ويفتقر الى الاستقلالية، وفلسطينيو الشتات واللاجئون ما عادوا مرتبطين بتمثيل وقيادة وطنية.
رئيس الحكومة الاسرائيلي نتنياهو في غبة الانتخابات كشف في تصريحات متطرفة لصحيفة اسرائيل اليوم عن استحالة قيام الدولة الفلسطينية، وقال إن هذا الأمر لن يحدث.
و أكد على ثلاثة مبادئ : هي عدم اقتلاع أيّ مستوطن ولا أيّ مستوطنة، وإبقاء السيطرة في يد الإسرائيليين على كلّ المنطقة غرب الأردن أي أن البقاء هناك دائم، وعدم تقسيم القدس».
تصريحات خطيرة وليست مفاجئة، وسردتها الصحيفة على انها جزء من صفقة القرن. ويبدو أنها تزعج الكثير، وتتحدث بحسم عن مصير حل الدولة الواحدة. وتأتي التصريحات في انتظار مرتجف ومرعوب عربي وإقليمي لصفقة القرن، وما يبشر به ترامب من سلام جديد على الطريقة الامريكية والاسرائيلية، وبمباركة حلفاء واصدقاء امريكيا في الاقليم دون موافقة الفلسطينيين.
و بانتظار العجب ليأتي به ترامب ونتنياهو، ولم يأتيا به غير افكار مهووسة : من نقل السفارة الامريكية الى القدس واغلاق ملف الاونروا واللاجئين، واعلان ضم الجولان المحتلة لاسرائيل، ومن قبلها اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، فيبدو أن واشنطن تخلت عن حل الدولتين الوهمي، ومنحت اسرائيل الهيمنة الكاملة على كل الحقوق الفلسطينية.
عربيا، لا يوجد تقدير يكفي لما يجري للقضية الفلسطينية. والانقلاب على اتفاقيات السلام لرعونتها وخنوعها وهشاشتها. والعرب لا يملكون أي خطاب سياسي مجتهد في صياغة مبادرة من أجل العدالة أولا. ولا تعني فقط الامان لاسرائيل، وتركها تسلب حقوق الفلسطنيين دون تحديد وتعريف مصير اللاجئين والقدس، وتعريف الاحتلال بمعناه السياسي والعقائدي، ويد اسرائيل الطويلة تمتد الى دول الجوار العربي.
صمت عربي خانق وغامض، وقد غابت عن ردود الفعل العربية حتى ثنائيات « الوطنية والتخوين» في اطارالقضية الفلسطينية. وما ينفذ من مؤامرة على القضية الفلسطينية خارج عن حلول السلام والتسوية على بؤسها وتعاستها. ومن يدعون الى سلام ناعم ودافئ، ومن لا يخرجون عن عباءة الحل السلمي في التفكير في الصراع العربي -الاسرائيلي.
اسرائيل لا تنتج الا تطرفا، ونتنياهو لم يعد قادرا على اخفاء ذيله المتطرف، وتحت كل الايحاءات فان الصدمة القادمة في تفاصيل صفقة القرن ستكون باقدام اسرائيل وبمباركة ترامب باعلان ضم اجزاء من الضفة الغربية، وما يعني أن الموقف الفلسطيني سيكون مرهونا ما بين خيارات واولها، اذا ما انصاعت السلطة والقوى السياسية الفلسطينية للرغبة في ضمان بقاء واستمرار مؤسساتها في ظل ظروف جديدة، وهذا يكون بداية لنهاية فصل من الجمود السياسي الفلسطيني.
و ذلك الخيار، وقد يضاف اليه ليمحوه ويعطله خيار حتمية ظهور قوى فلسطينية جديدة، واجيال شابة تكتسب تجربتها اليومية من نضال لا ينقطع في مقاومة بنية استعمارية وفصل عنصري في اطار من الوعي الجديد في القضية الفلسطينية. فالسيناريوهات الاسرائيلية الجديدة على القضية وتصفيتها وبخيار الدولة الواحدة ويتعرض اليه الفلسطينيون من اضطهاد وتمييز يزيد من ولادة نضال بديل.
و لربما أن مناحي الكفاح الفلسطيني ستتوسع نحو تجربة العصيان المدني والشعبي، واساليب جديدة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. ولا يخفى أن عملية استشهاد عمر ابو ليلى وغيرها من عمليات فدائية تحمل اشارات عن جيل جديد من الكفاح الفلسطيني، جيل مؤمن بان استرداد الحقوق لا يتم الا بالنضال والكفاح، وهوالخيار النضالي سيكون واقعيا هو الاكثر ترسيخا لاسراتيجية النضال، وفي صدها لحل الدولة الواحدة.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/07 الساعة 02:38