انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الرواشدة تكتب: صناعة الإدمان تبدأ من بيوتنا..

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/05 الساعة 20:45
حجم الخط

د. ريم محمود الرواشده
اخصائية علم النفس العلاجي ...

تعد المخدرات واحدة من أهم المشكلات التي يواجها العالم بأسره، ولا يكاد مجتمع من المجتمعات إلا استفحلت به آفة المخدرات، واتجهت الدراسات لبحث هذه المشكلة للقضاء عليها أو حتى الحد منها، فكان البحث عن أسبابها نقطة البداية لحصر تلك الأسباب، ومن ثم تجفيف منابع هذه الأسباب.

وقد أظهرت الدراسات أن تعاطي المخدرات لا يتوقف على جانب واحد من الجوانب الدافعة إليها، فهناك أسباب اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، ونفسية، ولعل ما يهمنا هنا العوامل النفسية التي تسهم باتجاه الفرد نحو المخدرات، وهنا ننطلق من رأي أن العوامل النفسية ترتبط في غالبها بعوامل أخرى، فقد تكون ناتجة عن ضغوطات اجتماعية أو ظروف اقتصادية، أو بيئية، وإذا ما وضعنا الأسرة تحت مجهر البحث، فإننا نجدها هي مرتكز هام لتشكيل شخصية الأبناء، وتكوّن مبادئ سلوكياتهم، وتشكيل ذاتهم، فإذا ما تعرضت هذه الأسرة للتفكك أو النزاعات فإن ذلك يكون دافعا إلى شرخ في العلاقات الأسرية، وتبدأ الاضطرابات النفسية بالظهور على الأبناء، وعندها يحاول الأبناء البحث عن مصدر لبناء ذاتهم غير الأسرة التي أصبحت غير آمنة بالنسبة لهم، فتظهر مجموعة الرفاق، التي تصبح أداة بديلة لتكوين سلوكيات الأبناء، فيصبح التقليد للرفاق سمة من سمات الأبناء فاقدي الأسرة، ويصبح الرفاق مسيطرين على توجيه تلك السلوكيات، وعادة ما يكون التوجيه نحو الأسوأ، فيسحب المتعاطي غيره إلى الإدمان، ويغيب دور الأسرة، وقد تكون الأسرة مترابطة وعلى توافق لكن الوقوع في خطأ المعاملة الوالدية، فقد يتخذ الوالدين أسلوب الديمقراطية المفرطة والتي تتحول إلى فوضى ويصبح الدلال بمنح الأبناء حرية مطلقة في تصرفاتهم، وإعطائهم المادي الذي يفوق احتياجاتهم، فيتحول المال إلى دافع لدى الأبناء ليجربوا هذا الشيء الجديد، الذين يرون فيه سعادة وراحة نفسية، فيقع الأبناء في دائرة الإدمان، وقد يكون نمط المعاملة عكسيا بالتشدد في المعاملة ومنع الأبناء من أقل احتياجاتهم مما يعرضهم إلى ضغوط نفسية تدفعهم إلى البحث عن مخرج لتلك الضغوط، فيجدون المخدرات أمامهم وخاصة أنها أصبحت منتشرة بشكل ظاهر.

في العموم فإن بحث الإنسان عن ذاته وعن إظهارا شخصيته بالشكل الذي هو يراه قد يوقعه في مصيدة المخدرات، فالضعف النفسي في مواجهة المشكلات، ومحاولة الهروب منها باللجوء إلى المخدّرات، التي يراها أو يسمع عنها من أنها هي حل لجميع المشكلات وهي التي تخرجهم من الضغوطات وتضعهم على أكف الراحة، لذا وجب على المجتمع ككل وعلى الأسرة بشكل خاص أن تهتم بالجوانب النفسية التي تؤثر على أبنائها، وأن تكون المعاملة الوالدية ضمن نطاق الوسطية، والمراقبة للأبناء دون التضييق عليهم، ومعرفة رفاقهم وحثهم على اختيارهم بشكل صحيح.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/05 الساعة 20:45