مدار الساعة - كتب: هارون هارون - لا تغيب الرموز عن أجندة الفعل الدولي. الحروب، والمعاهدات، والانعطافات التاريخية، بل حتى التمارين العسكرية ذات رموز ورسائل، عرفها الناس وغابت عن العرب، لغيابهم عن الفعل التاريخي.
فهل توافق القوم على أن يكون الأول من نيسان، أو تلك الكذبة العالمية، عام 1989 أن تكون موعدا لتنصيب الراحل ياسر عرفات رئيساً لدولة فلسطين، وذلك خلال تواجد فصائل منظمة التحرير خارج الأراضي المحتلة.
في الأول من نيسان عام 1989 سيعلن عن تنصيب زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات رئيساً لدولة فلسطين.
لم يسعف المنظمة تاريخ سواه، وكأن إدراك المعنى قاب قوسين أو أدنى، رغم أنف المعلنين، فصارت سلطة انتقلت الى الضفة. الضفة التي انهكتها سلطة التنسيق الأمني.
في الخبر أن عرفات ألقى خطابا في الأمم المتحدة عام ١٩٨٨ أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود، ووافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف عرفات رئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة.
لم يكن دخول المنظمة الى الضفة كذبة. فقد دخلت. ولما دخلت وضعت التنسيق الامني كمقدس إضافي لحركة قالت في البدء انها للتحرير، فانتهت بكونها للتنسيق. وما بين التنسيق والتحرير، كذبة. يعرفها الناس بكذبة نيسان.