انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الدويري تكتب: بالمنطق من يستطيع ان يواجه صفقة القرن

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/29 الساعة 23:40
حجم الخط

كتبت - نور الدويري

من الواضح ان السياسية الأمريكية حولت رأيها الكامن الى واضح، واتخذت تدابيرها السياسية والاقتصادية كالعادة لتمكين اسرائيل من التمدد واعلانها دولة عاصمتها القدس.

ومن المؤكد ان الوقوف امام امريكا لن يكون سهلا بل من غير الممكن فرض آرائنا السياسية كعرب بشكل عام واردنيين بشكل خاص امام وحش الفيتو، والوقوف بقوة لنقول لا لصفقة القرن ، ذلك ان التصفية العربية الاخيرة كانت درسا قاسيا للشعوب وقادتهم فاختراق العراق و ابادة سوريا والقبض على مصر وضرب ليبيا والتمكن من التدخل في الشؤون العربية الاقليمة كانت واضحه .

ان القادة العرب وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني يحتاجون ما هو اعظم من البيانات وتجيش جيوش عربية لازالت في برعمها امام وحش الفيتو وعمالقة الصهاينة.

فمهما تمكنا من قدرة عسكرية وسياسية كجمع عربي غير متحد بسبب التفرقة السياسية والاقتصادية وتضارب المصالح الذي لايزال موجودا وبقوة يأخذ حصة الاسد من تعكير صفو القومية العربية .

الاردن ومليكنا على وجه الخصوص بحاجة لشعب متمكن الوعي، صُلب الراي والقرار، اصلاحي بحت رافضا لصفقة القرن، غير مكتفٍ بمسيرة لمئة شخص او بوستات ومقالات ترمى هنا وهناك ، ذلك لان التهديدات الامريكية التي يواجهها الوطن العربي باسره والأردن العظيم اضحت كالشمس فلم تعد ظنونا او نقاشاتنا التوقعية نتلوها بيننا وفنجان القهوة الساخن نتجرعه بهدوء.

فرغم الصراع الداخلي المرهق و الاوضاع الاقتصادية المقلقة لازلنا نستطيع فعل شيء بل اشياءً .

لابد ان اصرار امريكا على تثبيت صفقة القرن والاعلان لها لم يات قراراً هائجا لترامب بل جاء بعد التاكد من اشاعة الفوضى وتثبيت سلطتها كغال قوي على أعناق دول النزاع و دول الجوار القلق وعلى راسهم الأردن.

الا اننا مازلنا نملك ورقة رابحة فتصريحات الملك جاءت تدعو الشارع بحزم لتدرك واجب الاردن ليقف بجانبه.

لذا فاننا نحتاج خلق رأي عام مثقف وواعٍ مضمونه الرفض التام فبضعة ملايين من التغريدات والبوستات لا تعد راياً عاماً مقابل مئات الملايين العربية التي تملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي او تملك سلطة استثمارية او اعلامية هنا او هناك .

اي ان اننا نحتاج خطة لتشكيل راي عام تعتمد ثلاثة محاور رئيسية:

اولا : تسييس مواقع التواصل الاجتماعي بتاسيس حركة تفاعلية من قبل المؤثرين والنشطاء تضغط لنشر رافض يكتسح مواقع التواصل الاجتماعي بل يترجم للغات مختلفه ويطلق بتنظيم ليجتاح مواقع التواصل.

ثانيا : على القنوات الفضائية والإعلامية بكل صيغها تبني وقفة حازمة لتخصيص صفحات ترفض صفقة القرن بنشر مقالات ودراسات وتحليلات، وتركز باستمرار على اخبار الشارع الرافض وعلى تصريحات مسؤولين وكتاب لهم تاثير ونشر صور عسكرية باستمرار.

ثالثا : الاعلان عن جمعة الغضب وبالتنسيق مع الاحزاب والجمعيات والنقابات والضغط على كل قادتهم للخروج الى الشارع.

ايها القراء والقارئات؛

ان الانهزام امام صفقة القرن، والاكتفاء بالشجب والاستنكار وكيل الشتائم وتشكيل اراء منساقه كما حدث في خبر العشاء الكاذب..

فعلينا ان ندرك ان هناك غرفا مغلقة تعلن ولاءها لصفقة القرن؛ فشئنا ام ابينا لابد ان يكون هناك من يرون قبول صفقة القرن تهدئة لعاصفة لا نستطيع تجاوزها.

وعليه فإن تشكيل رايٍ عام كحركة تُجمع على الرفض التام وبقوة سيضمن (دوشة) حول وحش الفيتو وعمالقة الصهاينة ويدحر تقدمهم نحونا ، ودون تشكيل ذلك الراي المدعوم بالقادة لن نتمكن من هزيمة صفقة القرن..

وان لها لغالبون ....

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/29 الساعة 23:40