مدار الساعة - أصدر مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني اليوم الاثنين كتابا أبيض حول مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين.
وذكر الكتاب الأبيض أن الحكومة الصينية تقف بحزم ضد جميع أشكال الإرهاب والتطرف، وتكافح وفقا للقانون أي سلوك يدعو إلى الإرهاب والتطرف، وأي عمل ينطوي على تنظيم وتخطيط وتنفيذ الأنشطة الإرهابية، أو التعدي على حقوق الإنسان للمواطنين.
وقال الكتاب الأبيض إن الصين دولة تخضع لسيادة القانون وتحترم حقوق الإنسان وتحميها وفقا لمبادئ دستورها.
وتحت تأثير مشترك لقوى الانفصالية والتطرف الديني والإرهاب، وقعت هجمات إرهابية متكررة في شينجيانغ لفترة من الزمن، مما يعرض حياة وممتلكات الناس من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ للخطر ويدوس على كرامة الشعب.
وذكر الكتاب الأبيض أن كفاح الصين ضد الإرهاب والتطرف جزء هام من كفاح المجتمع الدولي ضد الإرهاب والتطرف، وأن مكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان الأساسية تتماشى مع مقاصد ومبادئ الأمم المتحدة.
وقال الكتاب الأبيض إنه في عالم اليوم، لا يمكن لأي بلد أن يتجنب التحديات الخطيرة للإرهاب والتطرف.
وأضاف الكتاب الأبيض "أنه فقط من خلال تعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والتخلي عن المعايير المزدوجة، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، والتوصل إلى توافق إستراتيجي، وتعزيز التبادلات والتعاون، يمكننا على نحو فعال كبح ومكافحة الإرهاب والتطرف بما يصب في صالح السلام والاستقرار العالميين.
وإلى جانب مقدمة وخاتمة، يتألف الكتاب الأبيض من سبعة أقسام رئيسية: "لطالما كانت شينجيانغ جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية" و"أصل الإرهاب والتطرف في شينجيانغ" و"الإرهاب العنيف والتطرف الديني انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" و"مكافحة الإرهاب والتطرف وفقا للقانون" و"إعطاء أولوية قصوى لنهج المكافحة الوقائية للإرهاب" و"البحث عن تجربة لمكافحة الإرهاب واجتثاث التطرف" و"التبادل والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب".
1. شينجيانغ جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية
أكد الكتاب الأبيض الصادر تحت عنوان "مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الإنسان في شينجيانغ" أن شينجيانغ جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية وأن هذا الأمر غير قابل للجدل، لافتا إلى أن شينجيانغ منطقة متعددة الأعراق منذ العصور القديمة، ولطالما شكلت جزءا لا يتجزأ من الأمة الصينية، كما أن الثفافة العرقية في شينجيانغ تعد جزءا لا ينفصل عن الثقافة الصينية.
وأشار الكتاب إلى أن مجموعة الويغور العرقية نشأت بعد عملية طويلة من الهجرة والتكامل العرقي، مؤكدا "إنها ليست من أحفاد الترك"، وإنها لطالما كانت منطقة تحتضن أديانا متعددة منذ وقت طويل.
2. الصين تنتقد قوى الإرهاب والتطرف لدعمها للأنشطة الانفصالية
ذكر الكتاب الأبيض الذي حمل عنوان "مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الإنسان في شينجيانغ"، أن الانفصالية هي التربة الخصبة التي تتمدد فيها جذور الإرهاب والتطرف في شينجيانغ.
ولفترة طويلة، ظلت قوى الإرهاب والتطرف تدعم الأنشطة الانفصالية من خلال تشويه وتلفيق وتزييف تاريخ شينجيانغ، والمبالغة في الاختلافات الثقافية بين المجموعات العرقية، والتحريض على العزلة والكراهية والدعوة إلى التطرف الديني، حسب ما ذكر الكتاب الأبيض.
وأشار الكتاب الأبيض إلى أن منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، قد عمل الشعب من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، عمل معا لبناء شينجيانغ أفضل، وقد حافظوا على الاستقرار الاجتماعي وحققوا النمو الاقتصادي وارتقوا بمعيشة المواطنين.
وعلى الرغم من ذلك، لم تستسلم قوى "تركستان الشرقية" وتقر بالهزيمة. وبدعم من القوى الدولية المناهضة للصين، تمكنت قوى "تركستان الشرقية" من استعادة جميع وسائلها، لتنظيم وتخطيط وتنفيذ أعمال انفصالية وتخريبية.
ومنذ التسعينيات من القرن الماضي، وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، كثفت قوى "تركستان الشرقية" من داخل الصين وخارجها تواطئها، مع انتشار الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم، في محاولة بائسة لإقامة "تركستان الشرقية" من خلال "الجهاد"، وفقا لما ذكر الكتاب الأبيض.
كما أشار الكتاب الأبيض إلى أن التطرف الديني تحت راية الإسلام يتعارض مع التعاليم الإسلامية، مؤكدا أن "هذا ليس الإسلام".
3. الإرهاب والتطرف يجلبان معاناة هائلة لكافة القوميات في شينجيانغ
قال الكتاب الأبيض الذي حمل عنوان "مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الإنسان في شينجيانغ"، إن قوى الإرهاب والتطرف في شينجيانغ، مدفوعة بهدف الانفصالية، انخرطت في أنشطة تخريبية بصورة همجية.
وتابع الكتاب الأبيض أن هذا يقوض بشدة الاستقرار المحلي.
وأظهرت إحصاءات غير مكتملة أنه من عام 1990 إلى نهاية عام 2016، شنت قوى الانفصالية والإرهاب والتطرف الآلاف من الهجمات الإرهابية في شينجيانغ، ما أسفر عن مقتل أعداد كبيرة من الأبرياء ومئات من ضباط الشرطة، فضلا عن التسبب في أضرار لا حصر لها في الممتلكات.
وأضاف الكتاب الأبيض أن هذه القوى تورطت في قتل ناس عاديين واغتيال شخصيات دينية وتعريض الأمن العام للخطر ومهاجمة الأجهزة الحكومية والتخطيط لأعمال شغب.
وأشار الكتاب الأبيض إلى أن هذه الأنشطة الإنسانية والمناهضة للمجتمع والبربرية، تسببت في معاناة هائلة لكافة القوميات في شينجيانغ.
4. الصين تضرب الإرهاب والتطرف وفقا للقانون
قال الكتاب الأبيض، الذي صدر بعنوان "مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الانسان في شينجيانغ"، قال إن من المهم التمسك بمبادئ سيادة القانون والنهج القائم على القانون في مكافحة الإرهاب والتطرف في شينجيانغ".
وأضاف الكتاب الأبيض، أن الوضع شديد ومعقد. ويصر أعضاء جميع القوميات على مطالبهم بمعاقبة الجرائم العنيفة والإرهابية، وحماية أرواحهم وممتلكاتهم. لذلك، ووفقا للقانون، تضرب الحكومة المحلية جميع أنواع الأنشطة العنيفة والإرهابية التي تنتهك حقوق الإنسان، وتعرض الأمن العام للخطر، وتقوض وحدة القوميات وتقسيم البلاد.
وذكر الكتاب الأبيض أن مكافحة الإرهاب ونزع التطرف في شينجيانغ تتم دائما وفقا للقانون.
تتمسك الحكومة المحلية بمبادئ حماية الأنشطة القانونية، وكبح الأعمال غير القانونية، واحتواء التطرف، ومقاومة التسلل، والوقاية من الجرائم والمعاقبة عليها. وتحترم الحكومة المحلية الحقوق المدنية وتحميها تماما، بما في ذلك حرية المعتقد الديني. كما تحمي الأنشطة الدينية المشروعة، وتلبي المطالب الدينية المعقولة للمؤمنين، وتحمي الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين والمنظمات، وتضرب بشدة جميع أشكال الإرهاب، وتمنع انتهاكات القانون والجرائم مثل نشر التطرف والتحريض على الكراهية العرقية، وتقسيم البلاد عن طريق الدين.
ومنذ عام 2014، دمرت شينجيانغ 1588 عصابة عنيفة وإرهابية، واعتقلت 12995 إرهابيا، وصادرت 2052 عبوة ناسفة، وعاقبت 30645 شخصا على 4858 نشاطا دينيا غير قانوني، وصادرت 345229 نسخة من مواد دينية غير شرعية، حسبما ذكر الكتاب الأبيض.
وباتخاذ الحقائق كأساس والقانون كمعيار، تتبنى الأجهزة القضائية في شينجيانغ سياسة تحقق التوازن الصحيح بين التعاطف والشدة.
وبينما تتأكد من معاقبة المجرمين الحقيقيين، فإن الأجهزة القضائية في شينجيانغ تحمي حق المتهمين في الدفاع، وحقهم في استخدام لغتهم الخاصة في التقاضي لضمان العدالة الإجرائية وحماية الحقوق المدنية الأساسية.
لقد تم إطلاق إزالة التطرف بناء على القانون في شينجيانغ، ما كبح بشكل فعال تكاثر التطرف الديني وانتشاره، وفقا لما ذكره الكتاب الأبيض.
وقال الكتاب الأبيض إن جهود إزالة التطرف ومكافحة الإرهاب القائمة على أساس القانون، قضية عادلة تفي بتطلعات الناس من جميع القوميات في شينجيانغ للأمان. وقال "من خلال مثل هذا الجهد، حافظنا على الانسجام والاستقرار الاجتماعي".
5. الصين تعطي الأولوية لمكافحة الإرهاب الوقائية
قال الكتاب الأبيض الذي حمل عنوان "مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الإنسان في شينجيانغ" إن الإرهاب والتطرف يضران بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة لأنهما ينشران التعصب بين الأديان والثقافات والمجتمعات المختلفة، ويتحديان عدالة الإنسان وكرامته، ويلحقان ضررا كبيرا بالسلام والأمن.
وبناء على الخبرة المكتسبة من المجتمع الدولي، نشطت الصين في تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (60/288) بشأن إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، حيث تعمل جاهدة للقضاء على الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، والوقاية منه، ومكافحته.
وبناء على ظروفها الخاصة، تبذل شينجيانغ جهودا مكثفة لمكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف. وتماشيا مع مبدأ مكافحة الإرهاب والوقاية منه في الوقت نفسه، اتخذت المنطقة إجراءات قوية ضد الجرائم الإرهابية العنيفة، وفي الوقت ذاته، عالجت المشكلة من مصدرها، حسبما ذكرت الوثيقة.
وأضاف الكتاب أن الصين بذلت قصارى جهودها لحماية حقوق الإنسان الأساسية للمواطنين من عنف الإرهاب والتطرف، شملت تدابير معينة كتحسين الرفاه العام، وتعزيز المعرفة بالقانون من خلال التعليم، وتقديم التعليم والمساعدة من خلال مراكز التعليم والتدريب المهني وفقا للقانون.
قال الكتاب الأبيض إن شينجيانغ تقدم المساعدة بنشاط من خلال التعليم.
تم إنشاء مراكز التعليم والتدريب بهدف تثقيف وتأهيل الأشخاص المذنبين بارتكاب جرائم صغيرة أو خرق القانون والقضاء على تأثير الإرهاب والتطرف، وذلك لمنعهم من الوقوع ضحايا للإرهاب والتطرف، والوقاية من الأنشطة الإرهابية في مهدها.
وقال الكتاب الأبيض إن مراكز التعليم والتدريب هي مؤسسات تأسست وفقا للقانون. مضيفا أنه وبفضل هذه الإجراءات الوقائية، شهدت شينجيانغ تغيرا ملحوظا في البيئة الاجتماعية في السنوات الأخيرة، وبات لدى الناس شعور أقوى بكثير بالكسب والسعادة والأمن.
6. الصين تطور تجارب لمكافحة الإرهاب واستئصال التطرف
قال الكتاب الأبيض الذي حمل عنوان "مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الإنسان في شينجيانغ"، إن الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب واستئصال التطرف في شينجيانغ تستند إلى واقع المنطقة وبقية البلاد، فيما تستفيد من تجارب الدول الأخرى.
وأضاف أن الحكومة الصينية تولي أولوية لضمان المصالح الأساسية لجميع الجماعات العرقية.
هذا وتعمل الصين لتطوير وسائل فعالة ترتكز على أساس القانون لمكافحة الإرهاب واستئصال التطرف لحماية أفراد جميع الجماعات العرقية من آفة الإرهاب والتطرف، وحددت تجارب ناجحة وإجراءات فعالة، حسبما قال الكتاب.
وأردف أن هذه التجارب تشمل مكافحة الإرهاب حسب القانون وحماية حقوق الإنسان والتمسك بممارسة أن مكافحة الإرهاب لا تستهدف أي منطقة أو جماعة عرقية أو دين محدد، والتوازن بين اللين والشدة وأخذ إجراءات للوقاية والتعليم وإعادة التأهيل، والحفاظ على الاستقرار وتحسين المستويات المعيشية.
7. الصين نشطة في التبادل والتعاون الدوليين لمكافحة الإرهاب
وذكر الكتاب الأبيض الذي حمل عنوان "مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية حقوق الإنسان في شينجيانغ"، أن الإرهاب والتطرف يشكلان تهديدا خطيرا للسلام والتنمية على مستوى العالم، ويعرضان حياة الأفراد وممتلكاتهم للخطر.
وقال إن "مكافحة الإرهاب بقوة وتعزيز جهود استئصال التطرف مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي، وضرورة لحماية حقوق الإنسان".
وأشار إلى أن الصين تعارض جميع أشكال الإرهاب والتطرف، وتعارض المعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب، علاوة على معارضتها لربط الإرهاب والتطرف بدول أو مجموعات عرقية أو أديان معينة.
وذكر أن الصين تدعو إلى اتخاذ إجراءات شاملة لمعالجة كل من الأعراض والأسباب الجذرية، مع هدفين مزدوجين يتمثلان في ضرب الأنشطة الإرهابية والقضاء على الفقر، حتى لا تكون هناك بيئة خصبة للإرهاب.
وأضاف الكتاب الأبيض أن الصين تدعم مزيدا من التعاون الدولي العملي في مكافحة الإرهاب على أساس الاحترام المتبادل والتشاور على قدم المساواة.
وقال إنه "بوصفها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، تدعم الصين الأمم المتحدة للاضطلاع بدور قيادي وتنسيقي في التعاون الدولي ضد الإرهاب".
وتتمسك الصين بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ والأعراف الأخرى للقانون الدولي، وأيدت سلسلة من القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب اعتمدها مجلس الأمن الدولي، وساهمت في تنفيذ إستراتيجية الأمم المتحدة الدولية لمكافحة الإرهاب بشكل شامل.
وأضاف أن الصين قد انضمت إلى معظم الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب. وفي إطار عمل منظمة شانغهاي للتعاون، وقعت الصين ودول معنية على عدد من الوثائق في هذا المجال.
وأشار الكتاب الأبيض إلى أن الصين قد حققت عددا من التبادلات والتعاون المثمر لمكافحة الإرهاب مع الدول المعنية من خلال آليات ثنائية ومتعددة الأطراف مثل المناورات المشتركة لمكافحة الإرهاب وعمليات الدفاع الحدودي المشتركة وقمع أنشطة غير شرعية على الفضاء الإلكتروني من قبل قوى الإرهاب والانفصالية والتطرف، علاوة على التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون القضائي خلال الأحداث الدولية الكبيرة.
وذكر أن الصين "قد لعبت دورا مهما في الحفاظ على السلام والاستقرار على المستويين الدولي والإقليمي".
وأوضح الكتاب الأبيض أنه في السنوات الأخيرة، وباعتبار شينجيانغ ساحة المعركة الرئيسية لمكافحة الإرهاب في الصين، وبرعاية ودعم من الحكومة المركزية، قد أجرت شينجيانغ تبادلات وتعاونا عمليا مع الدول المجاورة في مجالات مثل المعلومات الاستخبارية والمراقبة المشتركة للحدود والتحقيق مع الإرهابيين المشتبه بهم واعتقالهم.
وقال إن شينجيانغ، باستفادتها من تجارب الجهود الدولية، ساهمت في المكافحة الدولية للإرهاب من خلال حملات فعالة لمكافحة الإرهاب واستئصال التطرف على أساس واقعها المحلي.