من المؤسف أن نرى كيف هو الخلاف والتشظي والاتهامية والمشاجرات بين صفوف «أهل الحق» فيما أهل الباطل متفقون تماما على غاياتهم وأهدافهم، يسعون جميعهم بالمال والأيدي الى تدعيم رواياتهم الكاذبة بغية الاستحواذ على الدعم الكامل لقضيتهم الباطلة، وهذا ليس فقط في حياة الشعب اليهودي، بل إنه واضح تماما في مواقف العرب، والأردنيين والفلسطينيين خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتحديدا مدينة القدس التي بصم على قراراتها اجتماع برلمانات دول العالم الإسلامي في الرباط مؤخرا، بخبث ممزوج بالغيّرة وشيء من خيانة لمواقف الدول الحاضنة للقضية الفلسطينية.
لم تكن جلسة مجلس النواب أمس سوى حلقة من مسرح الأغبياء، حين تفتعل المشاجرات لإفشال تحرك مناوئ للإجراءات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى الذي تلتزم الحكومة الإسرائيلية بإنهاء أحد فصول تهويده عبر «بوابة الرحمة» الذي سيتحول رغم كل الاعتراضات والاجتماعات والتنديدات الى «حق باطل مكتسب» من وجهة النظر الإسرائيلية، ويُضم الى المعبد اليهودي الذي يجري بناؤه في حرم الأقصى من الجهة النوبية الغربية.
إن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف كانت سببا في استتباب الوضع لصالح المقدسيين والفلسطينيين عموما وإبقاء المسجد الأقصى مفتوحا للمصلين بناء على تفاهمات قديمة جديدة برعاية دولية، ولكن خلال السنتين الأخيرتين ومع قدوم «هرقل أميركا» دونالد ترمب، وفريقه الصهيوني المنغمس في كتب التاريخ اليهودي القديم، وروايات التوراة المزيفة، وأحلام معركة «هرمجدون»، بات كل خطر يوشك أن ينفجر في وجوه العرب والعالم الإسلامي حينما ستخرج الصيغة النهائية للإعلان الأميركي الرسمي فيما يتعلق بالتقسيم الجديد لأرض فلسطين التاريخية، وشطب سجل الفلسطينيين من «دائرة الطابو» التاريخية وإنهاء علاقتهم بأرضهم لصالح يهود العالم، وقذف اللاجئين في حضن الدول المستضيفة.
فلننظر، كم من أسخريوطي بيننا سيبيعون أوطاننا ومقدساتنا بثمن بخس.
الرأي