بقلم: أ.د عدنان المساعده *
أمر في غاية الغرابة والاستهجان، تلك التصريحات التي أطلقها النائب الاسترالي فرايزر انينغ حول الحادث الإجرامي الأسود الجبان الذي نفذه المجرم برينتون تيرانت الذي يحمل فكرا عنصريا وظلاميا تجاه مسلمين أبرياء يؤدون صلاة الجمعة في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا.
تصريحات هذا النائب العنصرية البغيضة التي قال فيها: "السبب الحقيقي لإراقة الدماء في نيوزيلندا هو برنامج الهجرة الذي سمح للمسلمين بالهجرة إليها. لنكن واضحين، ربما يكون المسلمون ضحية اليوم.. لكن في العادة هم المنفذون، وفي العالم يقتل المسلمون الناس بمستويات عالية باسم دينهم".
إنها افتراءات قائمة على الزيف والحقد تجاه بني البشر والإنسان التي صرح بها النائب الاسترالي التي تهدف الى إثارة مشاعر الناس، حيث جاءت هذه الكلمات المسمومة من موتور لا يعرف معنى حريّة المعتقد لدين سماوي نشر في الأرض الرحمة، وترك إرثا حضاريا كبيرا في حياة البشرية.
أن يصدر هذا التصريح من نائب استرالي كمن يصب الزيت على النار، ويشعل فتيل البغضاء والكراهية ويشجع على الارهاب ضد ابرياء كان من بينهم اطفال، كما تعد هذه التصريحات اعتداء صارخ على حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية في بيوت الله، وتقوقع وانغلاق وتعصب على التفاعل مع الثقافات التي تؤجج من حدة العنف والكراهية وعدم التسامح وقبول الاخر.
ولم يعد مقبولا لدى كل منصف ان تصدر تصريحات كهذه تشوه الحقائق في غياهب العتمة، ودهاليزالظلام، فجاءت عبارة عن أضغاث أحلام وهرطقات وهلوسات يرددها هذا النائب بدافع الحقد والأفكار المزيفة التي لا تستند على أساس أو منطق، لأن هذه التصريحات نبتت في تربة الغلاة والحاقدين على حضارات الشعوب والإنسانية، اعتمادا على تعاليم زيفوها بأقلام مليء مدادها بالكراهية متأثرين بعقلية هولاكو والتتار الذين أساوا وهدموا حضارات الأمم بأساليب همجية قلمّا نجدها في شريعة الغاب وهم يتغنون بعناوين الحريّة والديمقراطية التي لا تعبر عن واقع أفعالهم وتصرفاتهم. فيا هذا كف عن هذا الهراء وهذه الإدعاءات وتلك التصريحات النشاز لأنها لم تعد تنطلي على أحد من أبناء هذه الأمة ولا على المنصفين وأصحاب العقول السوية في العالم الذين لديهم قناعات ان الدين الاسلامي الحنيف يمتلك موروثا قيميا وحضاريا في العدالة والإنصاف وحب الخير للإنسانية.
لم يطلع هذا النائب الموتور على وسطية وعمق رسالة الدين الاسلامي الذي يرفض القتل والارهاب ويتيح الحرية الدينية للانسان دونما اكراه... إنك يا هذا في أفكارك المسمومة، تسيء الى دين سماوي عظيم الذي جاء رحمة للعالمين بوسطية وإعتدال وعدل وتسامح كما تسيء الى الضمير الانساني الحي انى وجد، وأدعوك لقراءة ما كتبه المنصفون من أبناء جلدتك في حق هذا الدين الذي إحتوى ورعى كل بني البشر بعدالة في حضارة سادت العالم لقرون عديدة دون تمييز بين لون أو عرق أودين، فأحترمت كرامة الإنسان وحريته وفهمت معاني الحرية فهما ساميا رغم حملات التشكيك والتضليل التي أساءت وما زالت تسيء إلى حضارتنا من قبل الغلاة والمتعصبين والحاقدين.
وأدعوك أيضا، لتقرأ بتمعن وبصيرة إن كنت تمتلك البصيرة رسالة عمّان التي أطلقها ملك عربي هاشمي التي ترفض الغلو والتطرف وتحاور الرأي الآخر باحترام ومنطق وعقلانية، ولا تلقي التهم جزافا كما فعلت أنت دون أن تعرف حدود حريّة الكلام تجاه رسالة أمة راسخة جذورها في تاريخ الحياة والشعوب وحضارتها ما زالت ماثلة في شتى بقاع الارض.
كيف يصدر تبرير من نائب يدافع فيه عن مجرم عنصري حاقد؟... أي فكر يمثل هذا النائب الذي يدافع فيه عن قتلة ومجرمين في يوم اسود هز كيان الضمير الانساني في شتى بقاع الارض؟ لا يا هذا، ان ديننا الاسلامي هو دين الرحمة للإنسانية جمعاء، وان الاسلام براء من كل عمل ارهابي يلصق به بهدف تشويه صورة الاسلام الحقة التي يحاول موتورو العالم من امثالك الصاق تلك التهم الباطلة لتبرير الأعمال الحمقاء وتصرفات الجنون التي لا تخدم الانسانية في شيء وتنشر الرعب والتقوقع والعنصرية المقيتة ايا كانت اهدافها ومراميها.
إنها رسالة لإصحاب الضمائر الحية في العالم والإنسانية جمعاء، أن تقف في وجه هذا الإرهاب الظالم لذي لا يعرف حدودا، وان ينصفوا هذا الدين الاسلامي دين الرحمة وعدم الانصات للأفكار الظلامية التي تسعى لتشويه صورته الحقيقية وإلصاق تهمة "الإسلام فوبيا" التي لا تمت إلى هذا الدين العظيم بشيء وبشهادة الكثيرين من المنصفين في هذا العالم.
مستر فرايزر انينغ ...كان من الحكمة أن ترفض هذا العمل الاجرامي أيا كان منفذه ومن هو وراءه...وكان من الموضوعية والإنصاف أن لا تخدش كبرياء الإنسانية بتصريحاتك التي تدافع فيها عن قتلة ومجرمين ....أيا هذا كفاك خزيا وعارا انك موتور وتدعو الى الجنون وعزائي لتلك الجماهير التي تمثلها كنائب على عينيه غشاوة، وأصاب رأسه أذى، وفتك في قلبه مرض.
فمهلا، يا هذا، والزم حدود الأدب عند الحديث عن أمة صاحبة رسالة تريد الخير للإنسانية جمعاء وصل تأثيرها الفاعل والمؤثر في حضارات الأمم والشعوب الى ابعد مدى. وعليك الآن أن ترثي حالك الذي فرغته تصريحاتك من القيم النبيلة، فأصبح لا يحمل محتوى أو مضمون لانها صدرت على يد أحد الغلاة المتطرفين الذي خدش كبرياء الانسانية الحقة بدفاعه عن الباطل والتصرفات الحمقاء، ودون ما خجل أو حياء. فرايزر انينغ اذا لم تستح فأصنع ما شئت.