وبشر الصابرين

الكثير من الناس يتذمرون ويشكون .. طوال الوقت .. يقولون لك أن حياتهم كتاب من العذاب وأنهم لم يروا لحظة سعادة في عمرهم كله .. بل شقاء وتعاسة طوال الطريق..

هل هذا صحيح؟ هل الحياة كلها شقاء وتعب.. حزن واكتئاب .. هم وغم .. كآبة وألم .. فراق وبعاد .. وجع وشجن .. لا تختزل مفهوم السعادة في المال أو الشهرة .. ولا في المكانة والمنصب .. واعلم أن السعادة قرار .. ينبع من داخلك.

على سبيل المثال الأم لا تنسى الألم عند الانجاب ، ومع ذلك تنجب ثانية وثالثة ، لكن في الحقيقة، الذكريات المؤلمة لا تتلاشى دوماً فلولا ان الله يخفف على الأنسان ويرحمه لما تزوجت امرأة ولا يخرج الزوج من الفجر للعمل ليطعم اولاده ويتحمل مصاريف الحياة القاسية.

يسرد كتاب "قوة الآن" أو The Power of Now ، لإيكارت تول، خطوات عملية على طريق الوصول إلى الهدف الذي يسعى جميع البشر بلا استثناء إلى بلوغه خلال حياتهم، فمن منا لا يريد الوصول إلى السلام النفسي الكامل، والسمو فوق جميع مشاكل الحياة، وأن يضع قدمه على الطريق الصحيح للعلاقات الاجتماعية والعاطفية. أكبر العوائق التي تقابل الإنسان في مسعاه لتحقيق حالة الحضور، وطرق التحرر من سيطرة العقل والتفكير الزائد، للوصول إلى مرحلة السمو فوق الأفكار، والتأكيد على حقيقة المشاعر وأنها ما هي إلا ردة فعل الجسد على ما يدور في العقل من أفكار، هناك أهمية عيش اللحظة الحالية فقط بكامل الحواس، وكيف أن ذلك يعد أحد المداخل العظيمة للتخلص من الألم والمعاناة.

رحلة السعادة الحقيقية هي مستدامة غير قائمة على أوهام أو مكاسب أو علاقات، على أهمية الحضور والوعي في اللحظة الحالية، وإلقاء ما عرّفه من حزن وألم سابق بـ"الوقت النفسي" وراء ظهورنا، وكيفية التمييز بين حياة الإنسان وموقفه منها.

كلنا نعاني من احزان الدنيا ولكن نؤمن بقول الله تعالى " وبشر الصابرين" ، سورة البقرة.

لقد خلق الله الانسان في كبد ونقص في الاموال .