انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

نبيل المشيني فاجعة الرحيل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/10 الساعة 00:38
مدار الساعة,الأردن,اقتصاد,

في ظل إنشغالهم بالسياسية, وملا حقتهم للسياسين وأخبارهم, أو حتى بشتمهم, في ظل ذلك كله لم ينتبه الكثيرون من الأردنيين إلى حجم خسارتهم الفادحة برحيل الفنان نبيل المشيني, أحد أعمدة الإبداع "المهمل" أصلاً في الأردن, مما يضاعف من فجعتنا برحيل نبيل المشيني, ويذكرنا بأحد أهم مظاهر الخلل في بنية بلدنا خاصة في السنوات الأخيرة, والمتمثل بتراجع الاهتمام بكل ألوان الإبداع, وبكل فئات المبدعين لحساب تضخم الإسفاف السياسي في بلدنا, لذلك فإنه وفي بلد يستطيع أن يفرز في كل سنة عشرات الوزراء والأمناء والمدراء العامين, وطوابير الموظفين, دون أن ينتبه إلى رعاية مبدع واحد, يصبح رحيل قامة إبداعية بحجم نبيل المشيني كارثة وطنية حقيقية.

قد يعتقد البعض أنني أبالغ إلى حد التهويل, وهم معذورون لأنهم لايدركون قيمة الإبداع الفني ودوره في بناء الضمير والوجدان والإحساس على صعيد الفرد والجماعة, والتعبير عن ذلك كله, وعن تطلعات وهموم مجتمعه وأولوياته وعيوبه ومظاهر الخلل فيه, ولعل هذا سر تعلق الناس بمسلسل حارة أبو عواد, الذي استطاع الراحل نبيل المشيني ورفاقه من أسرة المسلسل من خلاله نقل صورة حقيقية عن الكثير من تطلعات الأردنيين وهموهم, ليظل هذا المسلسل عالقاً في أذهانهم مؤثراً في وجدانهم إلى يوم الناس هذا, رغم مرور هذه العقود.

ومثلما أن الفنان المبدع المنتمي كنبيل المشيني يساهم في بناء الضمير والوجدان والإحساس, فإنه يساهم أيضاً في الكشف عن مواطن الجمال ليس في النفس الإنسانية فحسب, بل وفي المحيط الذي يعيش فيه المبدع, فينشر جماليات هذا المحيط, لذلك صار الفن أحد روافع السياحة للكثير من البلدان التي ازدهرت بها الحركة الفنية والدراما بالتحديد, وهو الدور الذي لعبته الدراما الأردنية في فترة ازدهارها, وهو دور كان يمكن أن يكبر لو لم تتعرض الدراما الأردنية لحالة من الحصار الخانق لأسباب سياسية, وهذا يقودنا إلى دور آخر من الأدوار التي يلعبها الإبداع خاصة في مجال الدراما, حيث أن دولاً كثيرة استخدمت الدراما لبث رسائل سياسية, ولا يغيب عن البال أننا شهدنا في السنوات الأخيرة صراعاً سياسياً بين دول عربية كانت الدراما سلاحه, مما يؤكد أن للإبداع دوراً سياسياً كبيراً لذلك كان اهتمام الشهيد وصفي التل بالأغنية الأردنية وبمضافة أبو محمود وبغيرها من ألوان الإبداع الأردني, قبل أن يتراجع هذا الاهتمام إلى ذيل قائمة اهتمامات الدولة الأردنية, وهو خلل كبير وخطير لابد من معالجته, خاصة وأن الفن أحد أهم مكونات القوة الناعمة للدول والمجتمعات, وهو مكون أصابه الوهن في بلدنا, فصار لابد من علاجه, إذا أردنا أن نحصن بلدنا ونحمي شبابه من الغزو القيمي الذي بات يفتك به.

كثيرة هي الأدوار التي تلعبها الفنون في حياة مجتمعاتها, وفي هذا المجال نقول للذين لايؤمنون إلا بالأرقام, أن للفن والدراما على وجه الخصوص دوراً كبيراً في اقتصاديات الكثير من الدول, حيث يوفر الآف فرص العمل, ويساهم في رفد صادرات البلاد, من خلال تسويق المنتج الدرامي بصورة مباشرة, مما يفرض علينا في الأردن أن نفكر بالفرص الاستثمارية في مجال السينما والدراما, خاصة وأننا نملك المقومات البشرية اللازمة لهذه الصناعة.
بعد هذا الاستعراض السريع والموجز لدور الإبداع والمبدعين في مجتمعاتهم, ألا تعتقدون معي أن رحيل قامة إبداعية بحجم نبيل المشيني "أبوعواد" يشكل خسارة كبرى تفرض علينا أن نعيد النظر في أولوياتنا وترتيبها. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/10 الساعة 00:38