مدار الساعة - تتخوف الأوساط الطبية والحكومية في مصر من ظهور سلالة جديدة من انفلونزا الطيور، لم يثبت بعد أنها تنتقل إلى الإنسان، وسط استنفار لدى وزارة الزراعة والقطاعات المعنية لحصار الفيروس المكتشف المسمى بـH5N2، وهو ناتج عن تزاوج الفيروسات H2N9 مع H2N5.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، الدكتور محمد القرش، إن الوزارة اكتشفت سلالة جديدة من فيروس انفلونزا الطيور داخل إحدى مزارع البط، لافتًا إلى أن النوع الجديد من الفيروس لم يثبت بعد أنه ينتقل من الطيور إلى الإنسان.
وأشار القرش، في تصريحات لـ ”إرم نيوز“، إلى أن الفيروس الجديد لا ينتقل نهائيًا من إنسان لآخر، لافتًا إلى أنه جرى حجر المزرعة محل الإصابة لتفادي انتقال العدوى منها إلى أماكن محيطة، وإعدام الطيور في المجازر المخصصة المحيطة بالمزرعة، ودفن النافق بشكل كامل وفق أبعاد الأمان الحيوي، ثم تطهير المزرعة حتى لا تكون بؤرة إصابة.
وأوضح أنه يجري عمل استقصاء في عدة مناطق على مستوى الجمهورية للتأكد من عدم انتشار الإصابة، وتحصين كل الطيور في المزارع والبيوت المحيطة بالمزرعة على مسافة تسعة كيلومترات باللقاح المضاد للمرض لتلافي وجود أي إصابات.
من جانبه، قال نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، الدكتور محمد الشافعي، إن هذا الفيروس الجديد ثبت وجوده حتى الآن في مزرعة واحدة فقط، منوهًا إلى أن الأمر يحتاج إلى عدة أيام للتبين عن مدى انتشاره ومضاعفاته، وربما يتم اكتشافه في أماكن أخرى خلال هذا الأسبوع.
وأوضح الشافعي لـ ”إرم نيوز“ أن هذا الفيروس الجديد H5N2 لم تثبت إصابته للإنسان حتى الآن، وإنما الذي ينتقل للإنسان هو H5N1 وهي انفلونزا الطيور ما قبل التحور، والتي سبق أن أدت لوفاة أكثر من 100 شخص، واشتباه أكثر من 300 حالة في الفترة من 2006 وحتى 2018 وهي لا تزال موجودة في مصر.
يذكر أن عام 2018 لم يشهد غير إصابة واحدة للإنسان بفيروس انفلونزا الطيور H5N1 وتعافت، ولم يشهد 2019 حتى الآن أي حالات اشتباه، وهو ما يعني أن فيروس H5N1 يكاد يتلاشى بظهور الفيروس المتحور الجديد H5N2 وخصائصه ما زالت غير واضحة.
وأكد الشافعي ضرورة وجود إجراءات وقائية والاعتماد على وسائل الأمان الحيوي بصورة كبيرة، تشمل منع دخول الأفراد والسيارات للمزارع إلا بعد التطهير والتعقيم المستمر، واتخاذ أكبر قدر ممكن من الإجراءات الوقائية في الفترة القادمة، وإعدام الطيور المصابة فورًا والتخلص منها بشكل آمن وحيوي بدفنها في حفرة عميقة وتغطيتها بالجير الحيوي بعد الدفن، مؤكدًا ضرورة تجريم وتغريم الأفراد في حالة تربية الطيور في البيوت وأسطح المنازل والبلكونات، خاصة في المدن.
فيما أشار عضو لجنة الزراعة بالبرلمان المصري، البدري ضيف، إلى أنه جرى اكتشاف فيروس H5N2، وهو ناتج عن تزاوج الفيروس H2N9 مع H2N5.
وأكد البدري لـ“إرم نيوز“ ضرورة تفعيل قرار مجلس النواب رقم 70 لسنة 2009، بعدم تداول الطيور الحية، ما يؤدي لانخفاض نسبة انتشار الفيروسات.
وأشار إلى أن تداول الدواجن مجمدة من شأنه الحد من انتشار الأمراض، لأن تداول الطيور الحية هو السبب الرئيسي لانتشار مثل هذه الأمراض، وهي خسارة كبيرة للفلاحين وأصحاب المزارع، ما يؤدي بشكل مباشر للإضرار بالناتج القومي المصري.
وأوضح أنه بداية من شهر نيسان/أبريل المقبل سيتم تفعيل القانون رقم 70 لسنة 2009 بمنع تداول الطيور الحية، ومعاقبة المخالفين بغرامة تبدأ من 10 آلاف جنيه، وتصل إلى 50 ألف جنيه، وفي حالة تكرار الخطأ، تصبح العقوبة السجن من ثلاث إلى خمس سنوات. ارم