انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

باسل يعزّيني بوفاة والده!

مدار الساعة,أخبار رياضية,مدينة الحسين الطبية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/05 الساعة 16:22
حجم الخط


مدار الساعة – كتب : عبدالحافظ الهروط – افقت على رنين هاتفي وكان الهاتف المقابل يحمل اسم عبدالمنعم ابو طوق،وقبل ان اقول "هلا بالحبيب الغالي" وهي العبارة التي اعتدت الرد بها على اتصالاته او عند اللقاء لاحتضانه،فاجأني على غير العادة "عبدالحافظ عظمّ الله اجركم"، كان ردي "قدر الله وما شاء فعل" اذ ذهب ذهني الى شخص آخر ظننت انه المتوفى!
سارعت بالفتح على صفحات الفيسبوك،واذ بالزميل عمر بشتاوي،ينقل الخبر الصادم.
عدت الى تلفون الفقيد، فقد عرفت ان نجله باسل هو الذي اتصل بي،ودون ان اشعره،قلت "العزاء لنا جميعاً ولا راد لقضاء الله"، وسألته عن اجراءات تشييع الجثمان"؟
آااااااه ، الصوت هو صوت "الحبيب" والنبرة هي هي،أخبرني باسل بتلك الاجراءات،وقد شعرت ان العبرات تخونه وتخونني،الى ان احسست بالاختناق،وهو يروي لي محاولات والده، للاتصال بي دون طائل،حيث كنت في زيارة طويلة الى اميركا.
قال لي "المرحوم ظل يذكرك وفي سيرتك وقد تذّكرالكلمات التي كتبتها عنه عندما كان مريضاً في المدينة الطبية"، قلت له هذا الكلام لا ينفع وليس وقته،واغلقت التلفون، اذ نسيت انني اتواصل مع ابن الراحل توّاً، رفيق المهنة والسفر والسهر والمناوبة في صحيفة "الرأي" وعلى دروب كثيرة،وفي روايات الزملاء،واخفاء بعض الامور عن استاذنا المرحوم نظمي السعيد،وكذلك "مكاسراته" مع المتحدي الأوحد له الزميل عمربشتاوي الذي باءت كل محاولاته بالهزيمة رغم فارق العمر بين الاثنين.
أعترف ولأول مرة،بأنني لم اكن على قدر هذه العلاقة والعشرة والثقة مع العزيز ابو طوق،فقد ضربت معه موعداً بزيارته بعد خروجه من مدينة الحسين الطبية،وكنت اظن اننا على لقاء في أي يوم، ولم اعرف"ان الايام أطول من اهلها" كما هي مقولة العرب،ولا ادري كيف اخذتني الغفلة الى هذا الوقت،وقد اختطفه الموت دون ان اقبّله على وجنتيه،ونتبادل الضحك، لأقول له "هلا بالحبيب" فيرّد "هلا عُبد".
ابو طوق –بلا القاب – هو الذي لا يملك من متاع الدنيا الا ما هو مقتنع به،ولكنه يشعرك بأنه يملك كل شيء في الدنيا،فقد جاء اتصاله من دولة عربية بعيدة وكان حينها، موفد "الرأي"،وكانت الصحيفة هي التي تطلب الموفد هاتفياً حتى تسهل عليه المهمة في تلقيها الرسالة الاعلامية، وتوفير الكلفة المالية على موفدها،الا ان ابو طوق كان في مرات كثيرة يبادر بالاتصال تلقاء نفسه،وما زلت اذكر عبارته التي حملّني اياها من بعيد "قول للزملاء،ابو طوق لو يبيع جاكيته في سبيل يكون ناجح في مهمته ما تردد".
ابو طوق الذي عرُف بهندامه الرسمي وغير الرسمي والرياضي الجميل، هو ابو طوق الذي ينظر الى زي اللاعب والمدرس والمدرب والحكم ورئيس الاتحاد وما يجب ان يكون عليه في مظهر أنيق وأداء فني رفيع،وهو ابو طوق، ذاته،الذي طوّع الرياضات والالعاب في ميادينها،مثلما طوّع الكلمات والاخبار في ميادين الصحافة،ومع طليعة العاملين في "الرأي" يقاتل من اجل رأيه الصحفي،ولا يهاب ان يخرج عن النص.
للفقيد الرحمة،والعزاء لنا جميعاً،ذويه واعلاميين ورياضيين واصدقاء واحباء.
أما انت اخي باسل،فلا استطيع ان اقول الا "من يعزّي من"؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/05 الساعة 16:22