انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

العكايلة يستذكر صديقه الجاحظ في الذكرى السنوية الأولى لرحيله (صور)

مدار الساعة,أخبار ثقافية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/03 الساعة 21:39
حجم الخط

مدار الساعة - استذكر الزميل حمزة العكايلة في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي صديقه الراحل هشام، صاحب مكتبة خزانة الجاحظ الأشهر في عمان، بإضاءة الشموع حول مكتبته برفقة عدد من رواد المكتبة.

وتاليا ما نشره الزميل العكايلة:

رغم أني تحاشيت الذهاب إلى المكتبة في غيابك، حيث الذكرى تعتصر القلب، إلا أنني لم أجد مكاناً أقرب إليك وإليّ ولشاهين الصغير الذي كبر على يدينا سوية، سوى هذا الكشك، الذي تسامرنا طويلاً تحت ظلاله، صيفاً وشتاءً.

أشياء كثيرة تغيرت يا صديقي هشام، في زمن الوحوش البشرية، وفي زمن الأقنعة المزيفة، كنت الأوفى والأصدق، وكان كتابك خير جليس.

تفتقدك عمّان وأدراجها، وباعتها، ونسائمها، حتى بائعات العلكة ما عدن يغردن، ولم يعد بائع الفاين يدندن على اسماعنا "لا تبكي يا فاين".

لم يعد للشاي في وسط البلد من ألق، لقد أصبحت أغلفة الكتب في أدراجي شاحبة، تبكيك الليالي التي كنت تسألني فيها عن الأوضاع.

عمّان يا صديقي، ما زالت تسهر آخر الليل وتبحث عن عاشقها المفقود، عاشقها الذي تكحل بالسهر تحت خزائنها وذراعيها، عمّان التي توشك أن تخلع رداء العشق كلما لاح في الأفق اسمك، وتكتسي بالسواد، ما زالت تنتظر مجيئك مثل الخيل الأصيل قبيل الغروب، صلباً باسماً ضاحكاً، يمد ذراعيه لكل الذين افترشوا الأرض من قسوة الأيام.

ما زالت العيون يا صديقي قاسية مثل الحكومات، ولم يعد في العمر متسع من الأحزان.

بحجم الحزن يا صديقي، كان الفرح يتسلل من أعيننا مثل بكاء الصغار، فالعمانيون الأوفياء احتشدوا أمام مكتبتك وأضاؤوا الشموع.

وداعاً يا صديقي.. والعذر منك إن كنتُ لم أحج إلى المكتبة في غيابك، فالأيام نقضت طهر القلوب






مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/03 الساعة 21:39