انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

هكذا نحقق الإنجاز

مدار الساعة,مقالات مختارة,الأميرة هيا بنت الحسين
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/27 الساعة 00:14
حجم الخط

أشرت في المقال السابق, إلى أن لدينا في الأردن إنجازات كثيرة, حققها بلدنا في الأونة الأخيرة, تدعونا إلى التفاؤل بإمكانية استئنافنا لمسيرة التنمية التي حققت لبلدنا شرعية الإنجاز المعجز مقارنة بقلة الإمكانيات, وهو أمر يدعونا إلى العمل لتعظيم هذه الإنجازات التي تشكل حزم ضوء منتشرة في بلدنا تنشر معها الأمل, وتخرجنا من حالة الإحباط والسنوات العجاف التي أدخلنا فيها ما يسمى بـ "الربيع العربي", كما أنها تمثل نماذج أردنية لابد من توجيه البوصلة نحوها لتكون مرشداً نحو مزيد من الإنجاز المعزز للأمل بدلاً من اليأس والإحباط, فهي نماذج تصلح كي تكون مثالاً يحتذى, وفي هذا المجال تبرز "تكية أم علي" كنموذج يحتذى للعمل المؤسسي الجاد, الذي يملك القدرة على الاستمرارية ومن ثم القدرة على النمو والنجاح والإنجاز الذي يتحقق عندما تتوفر شروطه كما هو الحال في تكية أم علي.

لقد توفر للتكية منذ لحظة إنطلاقها كل أسباب الإنجاز, وأول هذه الأسباب وضوح الهدف وتحديده بصورة جلية, فقد اختارت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين مؤسسة التكية ورئيسة مجلس إدارتها واحد من أهم التحديات التي تواجه بلدنا, وهو تحدي الفقر, ثم اختارت أبشع مظاهر الفقر وهو الجوع, وجعلتهما هدفاً تشن ضدهما حرباً لا هوادة فيها فكانت محاربة الفقر الغذائي هدف التكية المحدد, وهي الحرب التي ظلت تتوسع عاماً بعد عام حتى استطاعت التكية مع نهاية عام 2017 الوصول إلى 95% من الأسر الأردنية التي تعيش فقراً مدقعاً فأنقذتها من براثين هذه الآفة, ففي ذلك العام " 2017 " أعلنت سموها عن رفع عدد الأسر المستفيدة من مشروع مكافحة الفقر الغذائي إلى ثلاثين ألف أسرة, تضم مائة وخمسين ألف فرد, بعد أن كان عدد الأسر المستفيدة من المشروع قبل ذلك سبعة عشر ألف وستمائة أسرة مما يعني أن التكية تقترب كثيراً من تحقيق هدفها الرئيس وهو الوصول إلى أردن خال من الجوع وهذا بحد ذاته إنجاز يسجل بماء الذهب.

وإذا كان وضوح الهدف سبباً من أسباب الإنجاز الذي تحققه تكية أم علي, فإن الإصرار على تحقيق هذا الهدف من أسباب هذا الإنجاز, وهو الإصرار الذي يتجلى بتخطي كل العقبات التي اعترضت العمل منذ انطلاقته, كما يتجلى في التطور الدائم الذي رافقه توسع دائم في عمل التكية, وهو التوسع الذي يعبر عنه الوصول إلى ما نسبته 95% من الأسر الأردنية التي تعاني من الفقر المدقع, وقد ترافق هذا الإصرار مع سبب آخر من أسباب الإنجاز تمثل في التجرد ونكران الذات, فالقائمون على تكية أم علي والعاملين فيها ليس لديهم أهداف شخصية, ولا يعملون من أجل بناء صورة إعلامية زائفة, لكنهم يتركون أعمالهم وإنجازاتهم تتكلم عن نفسها, مما قاد إلى سبب آخر من أسباب الإنجاز وهو بناء الثقة, فمنذ تأسيسها حتى الآن تزداد ثقة الناس بتكية أم علي بدليل تزايد عدد المتبرعين للتكية, فالذي يتبرع للتكية مرة يعاود هذا التبرع مراراً وتكراراً لأنه يشعر أنه وضع تبرعه وصدقته في المكان الصحيح.

خلاصة القول في هذه القضية: إن في بلدنا تربة خصبة للإنجاز تحتاج إلى من يُحسن البذار ويرعاه حتى يُثمر, كما هو الحال في تكية أم علي التي تُقدم نموذجاً من نماذج النجاح والإنجاز الذي به وحده يمكننا أن نحارب الإحباط ونخرج من دوائر اليأس التي يحاول البعض إغراقنا بها. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/27 الساعة 00:14