بينما الأبواب تغلق بوجوه أبناء الوطن وتغلق أمامهم أبواب المشافي والوزارات ، والطرد المهين في حالة الإعتراض وحالة الذل وإنتشار الرشاوي التي أوصلونا إليها ولا زلنا صامتين ،،
الأردن ليس حليمة ولا أحلام ولا مطيع ، الأردن دحنون الطفيلة ، جبال السلط ،سهول حوران ، شموخ قلعة الكرك ،،
الأردن نكهة شعبية انمزجت بمخيم البقعة وسوف واربد والزرقاء ، نكهة الأردن ليست احلام وحليمة ومايا دياب ، نكهة الأردن بسيدة السيدات علياء الضمور التي قدمت أولادها فداء للدخيل ، النكهة الأردنية المناضلة تريز هلسة التي جمعت عراقة عكا وتراب الكرك وفلسطين ..!
أخبروني لماذا تفعلون بنا هكذا ، هل نحن بنظركم شعب لا يبالي ولا يستحق أن نحترم دماء الشهداء وتاريخ رجالنا ونساءنا الماجدات قليلا ،،
دموع ذوي شهداء السلط لم تجف بعد وأقدام المتعطلين عن العمل بالمحافظات القادمين من كل صوب وحدب للبحث عن لقمة العيش لم ترتاح بعد ...
اليوم نقف ندندن على جراحهم وجراح الوطن المكلوم ، يا حليمة هل تعرفين معسكرات " خو " ،، هل تعرفين الحمرا حمد ، هل تعرفين التسعة شهور الإنتظار من اجل صورة الرنين المغناطيسي حين مرضك ،، هل تعرفين دعم الخبز ، هل تعرفين بالة وسط البلد ، هل تعرفين المدرقة والشماغ ،،
يا حليمة الأردن ليست للرقص والمتعة والطرب والتكريم والأردن ليست فقط عمان .
لتعذرنا الأردنيات الماجدات المرابطات على مآسي الحياة ،، ولتعذرنا يا وصفي وهزاع فلم نعد نجرؤ على القول أمام فساد هذه الزمرة وطغيانهم ،،
فالوطن يا سيدي أصبح لصاحبات الشعر الطويل المجدّل والأشقر والفستان الذي يغطي حد الخصر والكعب المرتفع الذي يطرطق على عظام فقراء الوطن !!
يا وصفي عمان لم تعد تلك التي تعرفها بسهولها وعشائرها وناسها الطيبين ، عمان أصبحت اليوم مدينة تعذيب الأردنيين بمطبخها السياسي ذو الرائحة الكريهة الذي أوصلنا لحد " الشحدة " ،
يا حابس الأبواب تغلق أمام الوطنيين وتفتح أمام الشقراوات الجميلات ، والماجدات يصطفن أمام المعونة الوطنية والجمعيات الخيرية ، والمعتقلات تكاثرت ودعم الخبز تلاشى وفرق المحروقات زاد على الكهرباء ، ولا زالوا يقولون لنا " البلد بخير " .. !
بين أحلام وحليمة ومطيع ؛ ضاعت نكهة الأردن وضاعت أسطورة تريز هلسة والماجدة علياء الضمور ، وأصبح وطني مرتعاً ومعتقلاً كبيراً يضيق بنا ، بعد أن كنا نتغنى أنا امي أردنية" همها تربي زلم " فهل بقي زلم يوقفون تلك الآفات التي فتكت بمجتمعنا ،؟..!