أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

على هامش تشكيل مجلس أعلى لكتابة تاريخ الأردن

مدار الساعة,مقالات,وزير الثقافة,جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د. مخلد الزيودي – جامعة اليرموك

دعا وزير الثقافة والشباب الدكتور محمد أبو رمان، إلى تشكيل مجلس أعلى لتاريخ الأردن مهمته التشبيك بين المؤسسات الوطنية المعنية، وتعزيز الجهود المبذولة لهذا العمل الوطني الذي يؤرخ لحضارته، ويبرز هويته الوطنية. أعضاء المجلس نخبة من المؤرخين الأردنيين المشهود لهم بالأمانة والخبرة الطويلة في مجال البحث العلمي.

ارض الأردن ارض القومية العربية الأولى التي تجاوز سكانها الأصليين "العرب الغساسنة – المسيحيين" على عقيدتهم الدينية لصالح قوميتهم العربية من خلال انخراطهم في معارك التحرير الأولى "مؤتة واليرموك" في مواجهة "بيزنطة"

تشكّلت نواة الدولة القومية العربية – الأموية في "اذرح والجرباء" لتؤسس مفهوم الدولة المدنية في "دمشق" وإنهاء صيغة الدولة الدينية. ليعيد التاريخ إنتاج الحقائق والوقائع مرة أخرى ليؤسس فيصل الأول المملكة السورية.

وعلى مرمى مائة عام تشكًلت نواة الدولة العباسية في "الحميمة" لتنطلق من هنا وتؤسس دولة جديدة على ارض العراق ليعيد التاريخ إنتاج الحقائق والوقائع مرة أخرى ليؤسس فيصل الأول المملكة العراقية.

بالنتيجة، الدولة الأردنية الحديثة لم تقم على "فكرة ثقافية" طارئة وإنما استندت بقيامها على حركة التاريخ والجغرافيا ومنجزها الثقافي عبر أطول مقطع زمني حدد لحظة إعلان الإنسان فهمه لمعاني ودلالات التحضّر والتعددية وقبول الآخر.

لذلك، فإن شرعية النظام الهاشمي التاريخية والدينية على الأرض الأردنية ينبغي التأسيس لها تاريخياً، من لحظة مواراة جثمان "هاشم الأول" في "غزّة" 464 ميلادية ودم "جعفر بن أبي طالب" "جعفر الطيّار" على ارض "مؤتة" شهر آب/629 ميلادية.

في حين أن مشروع التأسيس الثاني للهاشميين على الأرض الأردنية وبلاد الشام والعراق يؤرخ له عام 1916 ميلادية باعتباره امتداداً تاريخياً منطقياً للمشروع القومي العربي. على أن نمّيز في منتجنا الثقافي بين المشروع القومي بوصفه تنوعاً ثقافياً والمشروع القومي بطبيعته الأيدلوجية المنحدرة من ثقافة الأعراق.

نعم الدولة الأردنية بالمفهوم المعاصر أقيمت على مشروع قومي لكن بوصفه مشروعاً حاضناً للتنوع الثقافي والديني القائم على الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق والواجبات.

هذا التنوع جزء لا يتجزأ من فلسفة الدولة ودستورها وتشريعاتها النافذة وليس شعاراً نردده في حالات الهبوط المفاجئ لمنسوب الوطنية أو نستقوي به على الآخر عندما سجل علينا ملاحظة لم تعجبنا.

بناء على ما ورد أعلاه وبشكل موجز، على المجلس المقترح أن يعيد قراءة التاريخ من خلال المنتج الثقافي من حيث مضامينه الفكرية والجمالية وجدوى الأثر الذي حققه ويحققه ليؤثر في صياغة وصناعة الرأي العام لدى الأردنيين على اختلاف ألوانهم للالتفاف حول الوطن ومقدراته ومكتسباته ومنجزاته لينصهر الجميع في دائرة (نحن) لتذوب وتتلاشى (الأنا) ولدى المتلقي خارج حدود الوطن ليعرف من (نحن) فنكسبه ونكسب موقفه إلى جانبنا. وللحديث بقية.

مدار الساعة ـ