أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

النظام البصري البشري

مدار الساعة,مقالات,جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: الأستاذ الدكتور بلال ابوالهدى خماش، كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك.

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(التين: 4)) ولا ننسى أن الله خلق سيدنا آدم عليه السلام بيديه تكريماً له ولذريته من بعده (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (ص: 75)). ولقد خلقنا الله بصفات راقية جداُ للغاية حيث زودنا بأرقى أنظمة للرؤيا والسمع والإحساس ... إلخ من بين جميع مخلوقاته. وزودنا بأرقى أجهزة الإتصالات اللاسلكية ولا أحد يستطيع أن يصنع مثلها لو تعطل أي منها (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ، وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ(البلد: 8 و 9)) ... إلخ. وعندما صنَّع الإنسان جهاز الحاسوب حاول تشيبيه الإنسان ولكن شتَّان.

فأريد في مقالتي هذه أن أركز على كيفية عمل نظام الرؤيا عند الإنسان Human Visual System(HVS) بالذات مشاركة مع نظام السمع معاً عند الإنسان مع ما زوده الله بذاكرة رئيسية في عقله. فعندما ينشأ الطفل بين أمه وأبيه وإخوانه يبدأ يتعرف على كل ما حوله من ناس وأشياء وأول ما يتعرف عليه هو أمه عن طريق نظام البصر فيقوم بتخزين صورتها في ذاكرته ومن ثم يخزن صورة والده في ذاكرته وهكذا مع معلومات عن كل صورة. ومن ثم يبدأ الطفل في التعرف على ما حوله من أشياء بمسمياتها وبعلومات عنها. فالسؤال الذي يتبادر إلى الذهن كيف يميز الطفل فيما بعد بين أمه وأبيه وإخوته؟!. أول ما يستخدم الطفل من أجهزته للتمييز عينية فينظر إلى ما هو أمامه فيراه ويقوم بعد ذلك عن طريق احهزته العصبية والبصريه وغيرها بمقارنة الصور التي خزَّنها في ذاكرته مع الصورة التي يراها أمامه فإذا تطابقت مع أي صورة مخزنة في ذاكرته يتعرف عليها وعلى مسماها فيميز أن ما يراه هو أمه أو أبوه أو أخوه وإلا فلا يستطيع أن يتعرف على ما يراه أمامه نهائيا.

وبعد ذلك تزداد معرفة الطفل بالأشياء التي حوله مع نموه وإزدياد سنوات عمره. وقاموسه الصوري والمعلوماتي يزداد شيئاً فشيئاً فيتعرف على الخضروات والفواكه والأدوات ... إلخ. فعندما تقول الأم لزوجها أو إبنها: إذهب إلى السوق وأحضر لنا عدد من كيلوات الخيار والبندورة والكوسا ... إلخ. يستخدم الأب او الإبن نظام الرؤيا ويقارن بالتعاون مع أجهزته الأخرى ما يراه أمامه عند بائع الخضار مع ما تم تخزينه في ذاكرته من صور ومعلومات عن البندورة والخيار والكوسا فإذا شاهد الكوسا وقارنها مع صورة الكوسا المخزنه في ذاكرته يستدل عليها ويشتريها وكذلك بالنسبة لغيرها من الأشياء. ولهذا السبب عندما يشاهد أي إنسان أي نوع من أنواع الفواكه غير المخزنه في ذاكرته لا يتعرف عليها ويسأل عنها ويجيبه بائع الفواكه ويتم في الحال تخزين صورتها وإسمها ومعلومات عنها. فإذا رآها مرةً ثانية يتعرف عليها فوراً. ولكن إذا تعرض الإنسان لتلف في ذاكرته لسبب ما تمسح عنده بعض تلك الصور والمعلومات فعندها لا يستطيع أن يتعرف عليها. لأنه يستطيع أن يرى أشياء أمامه بنظامه البصري ولكن لا يستطيع أن يقارنها بما هو مخزن عنها من قبل في ذاكرته لأنها مسحت بسبب التلف الذي لا يتجدد في خلايا الذاكرة. نسأل الله أن يمتعنا في جميع أجهزتنا أبداُ ما أحيانا رب العالمين.

مدار الساعة ـ