انتظروا خروج البلاد من عنق زجاجة الملقي والدخول الى عصر النهضة الذي بشر به الرزاز
ما معنى تصریح وزیر العمل بأن اجراءات الدیوان جاءت بتنسیق مع الحكومة
الاستجابة الحكومیة لهذه المشكلة مرتبكة ومحیرة ولا تبعث على الاطمئنان ولا الثقة
اذا كانت هذه الحالة فما الذي یجري وكیف یمكن نظم الخیوط اذا كان ذلك ممكنا؟
في المشهد الكثیر من الصور والاحداث واللاعبین وهو محیر وغریب یثیر جملة من التساؤلات اهمها كیف یمكن التوفیق بین كل هذه المتناقضات المتعلقة بوجود العمل وغیابه؟ والمطالبة به ورفضه، وتوفیره لاشقاء شكل احدهما ضغطا وكیف یجري التصریح بهذا الاجراء الذي یبدو انه اصبح وسیلة، ومنذ متى تنشغل السلطات المحلیة بتقدیم عروض وظائف لناشط وتتبع ذلك بعرض لشقیق له، وكیف یختلف ذلك عما قامت به الحكومة في حادثة تعیین اشقاء النواب، وهل اصبح ذلك نهجا لحصول الافراد والجماعات على مكتسبات وظیفیة وغیر وظیفیة؟
قائمة الاسئلة التي تطرحها المناسبة واسلوب معالجتها لا تخلو من الاستفسار عن اذا ما كان هناك 400 فرصة عمل متوفرة في العقبة فعلا ولماذا لم یتمكن الناس من الوصول الیها قبل تدخل رئیس الدیوان الملكي؟ ام انها ستخلق استجابة للمطالب وكیف؟ والسؤال الآخر یتعلق بماذا لو جاءت مجموعة محتجین اخرى من العقبة لطلب وظائف جدیدة؟ وكیف سیؤثر هذا الاجراء على مستقبل هذه الظاهرة في اماكن وبلدات اخرى؟ وهل هذا الاسلوب الامثل للتعامل مع هذا الوضع؟ وهل كان لدى الحكومة تصور للتعامل مع هذه الاحتجاجات؟ وما معنى تصریح وزیر العمل بأن اجراءات الدیوان جاءت بتنسیق مع الحكومة؟
في الأردن الیوم العدید من المشكلات والازمات بعضها مستعص والبعض الاخر لا یحتاج لأكثر من الهدوء والحكمة والدرایة بأوضاع البلاد ومواردها والتفكیر في كیفیة توظیفها بالشكل الذي یخدم الناس ویحد من توالد الازمات والمشكلات الاخرى.
المؤسف أن بالامكان تجنب بعض هذه الازمات بشيء من الحكمة وحسن الادارة ووجود قدر من التناغم والتنسیق بین دوائر صناعة القرار. في مشهد البحث عن الخبز هناك الكثیر من الاجتهادات التي قد تزید الوضع تعقیدا وتنقل البلاد نحو حالة جدیدة من المطالب والحلول الجزئیة بترتیبات تخل بمبادئ الوضوح والعدل وتكافؤ الفرص التي نص علیها الدستور وراعتها القیم والتقالید.
لا احد یعرف ما یمكن ان تسفر عنه المسیرات التي اخذت تنمو بمتوالیة یصعب حصرها او التنبؤ بأعداد من سیشاركون فیها. الرحلة الاولى التي قام بها الدكتور العریني قبل اسابیع فتحت للعاطلین او المتعطلین ثغرة في جدار الصمت الذي خیم على بلدات وقرى واحیاء عانى ابناؤها من البطالة وتحملوا قساوة الاوضاع منتظرین خروج البلاد من عنق زجاجة الملقي والدخول الى عصر النهضة الذي بشر به الرزاز.
لم یخطر ببال الدكتور العریني وهو یجهز اطفاله لرحلة الشتاء التي اخذتهم من بصیرا في جنوب البلاد الى عمان بأنه یطلق صرخة تجد صداها لدى آلاف العاطلین عن العمل ممن سیكملون رحلته التي توقفت بالقرب من سد السلطان بعد ان تعهد له نائب بأنه سیرتب له حلا.
صحیح ان البطالة موجودة في كل المجتمعات لكن المجتمعات لا تهمل حاجات الافراد للاكل والنوم والنظافة في مجتمع یرفع شعار التكافل لا بد من ضمان حد ادنى من الدخل لكل فرد عاطل عن العمل ریثما یتوفر له العمل، والا فإن كل ما یقال لا یعدو خطابة لا معنى لرنین مفرداتها ولا لبراعة الخطیب وسحر الالقاء وسماحة الملامح والایماءات.
الازمة الجدیدة ما كانت لتنفجر بهذه الصورة لولا الممارسات الحكومیة والنیابیة التي عصفت بما تبقى لدى الناس من امل بوجود اسس ومعاییر یلتزم بها القائمون على ادارة شؤون الناس.
الاستجابة الحكومیة لهذه المشكلة مرتبكة ومحیرة ولا تبعث على الاطمئنان ولا الثقة.
الغد