انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

تمنيت لو كنت سوفيّاً

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/19 الساعة 01:38
مدار الساعة,الاردن,

بقلم: الدكتور أنور العتوم

( تمنيت لو كنت سوفيا ) : قالها احد الامراء وقت الشدة على الاردن في يوم من الايام.

قدمت سوف الكثير للوطن ، مثلما قدمت عشيرة العتوم الكثير ايضا. قدموا الكثير من الرجال والخدمات والشهداء والتضحيات ، ولم يكونوا يوما ضد التيار او مقرا لمعارضة ابدا ، لا بل كانوا لاعبين اساسيين في الحفاظ على امن هذا البلد.

استقبل اهل سوف في بيت علي باشا الكايد العتوم سمو الامير عبدالله الاول قبل ان يصبح ملكا على البلاد وبعدها ، كما استقبلوا جلالة المغفور له الملك طلال وجلالة المغفور له الملك الحسين ، وكان قصر علي باشا الكايد العتوم ملفى للملوك والامراء والقادة العرب ، ولرجال الوطن ولرجالات العرب وغير العرب الفارين من الظلم ، كما استضافت سوف الصلح بين الامير عبدالله وكليب الشريدة في ذلك الوقت، وإنهاء قضية كبيرة كانت ستسبب كارثة تسيل بسببها الكثير من الدماء.

كان اهل سوف بما فيهم رجالات العتوم ولا زالوا حريصون على الوطن وعشقوا الهاشميين وتمسكوا بهم ، رغم وقوع الكثير الكثير من الظلم والجور على ابنائهم من الحكومات المتعاقبة ، وهظم حقوقهم وسلب جهودهم ، واستبعادهم عن المشهد ، الا انهم ابو الا ان يكونوا مدافعين عن الوطن والنظام ، فالوطن والامن والنظام بالنسبة لهم يسمو على كل المناصب والمكاسب الزائلة ، حتى ان ابنائهم عافوا هذه المكاسب امام خيار الوطن واستقراره، لكنهم بقوا متمسكين بحقوقهم وبوجودهم على هذه الارض الطيبة.

ولأن سوف والعتوم قدموا الكثير ولم يساوموا يوما على الوطن والنظام ، فالأولى ان يزاروا (بضم الياء) للمواساة وتخفيف الألم، خاصة في مثل المصيبة الجلل التي ادت الى استشهاد أحد ابنائها قبل ثلاثة ايام وهو الشاب الجامعي المتميز المنتم المحبوب للجميع مصعب نزيه العتوم ، الذي ارتقى الى ربه دفاعا عن الوطن..

عشيرة العتوم لا تتطفل على احد ولا تستجدي احد ، فهي عشيرة ضاربة في التاريخ ، ولها صولات وجولات كبيرة ، وساهمت مساهمة فعالة في بناء الوطن والمحافظة على امنه واستقراره ، لكنها تزار ( بضم التاء ) عند المحن ، فهي دائما جاهزة عند الشدة وتفدي الوطن بالمهج والارواح ، وما كانت يوما في واد والبلد في واد آخر.

من لا يعرف سوف وعشائرها والعتوم وعشائرهم ، عليه ان يقرأ التاريخ ، فتاريخ سوف وعشائرها وتاريخ عشائر العتوم زاخر بالمفاخر وأولها عشق تراب الوطن وعشق الملك والهاشميين والاهل.

رحم الله الشهيد الغالي مصعب العتوم، والهم والده ووالدته الصبر والسلوان، وحفظ الله الوطن وقائد الوطن والأهل وابعد عنهم المحن وكل مكروه.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/19 الساعة 01:38