مدار الساعة - ناقش مشاركون في ندوة نظمتها وزارة الثقافة، اليوم الأربعاء، في دائرة المكتبة الوطنية بعنوان "التعددية الثقافية في المنطقة .. التحديات والآفاق" أشكال التعددية كمفهوم شامل وواسع ينبغي أن تستفيد منه المجتمعات الحية في بناء الإنسان بعيداً عن الهويات الفرعية.
وقدم المشاركون في الندوة التي أقيمت بمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان والذين تنوعت توجهاتهم، أطروحات مغايرة عن السائد بالخطاب العام حول التعددية من وجهة نظر إسلامية، قدمها أمين عام حزب المؤتمر الوطني "زمزم" رحيّل غرايبة، والأمين العام لحزب حشد عبلة أبو علبة، والنائب السابق والكاتب الصحفي جميل النمري.
وقال وزير الثقافة محمد أبو رمان في مداخلة له: إن تنظيم هذه الندوة يأتي سعياً من الوزارة للتأكيد على الدور الأردني الذي يحمل رسالة في المنطقة تقوم على القيم التي تشجع التعددية الثقافية والدينية والتسامح، مبيناً أن الوزارة تعمل الآن على صياغة ميثاق ثقافي بناءً على الأوراق النقاشية لجلالة الملك، لتعزيز ثقافة قبول الآخر، والهوية الجامعة ضمن الإطار التعددي والوحدوي.
بدوره، قال غرايبة: إن المنطقة العربية شأنها كشأن بقاع العالم، فيها تعددية مختلفة في الأعراق والأديان والمذاهب والأفكار والاتجاهات، وفيها من الأقليات التي تحترم خصوصياتها، وتقدم في إطار الوحدة الثقافية الجامعة، مستشهداً بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تبين أهمية التعددية الثقافية في الدين الإسلامي.
وفي ورقتها، دعت أبو علبة، الأمم المتحدة بمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، إلى تطبيق القوانين التي أقرتها والمتعلقة بالعدل والمساواة بين الشعوب التي تتصادم مع سياسات الدول الكبرى بفعل المصالح وتغول القوى الكبرى على مصالح الشعوب الصغيرة.
وقال النمري: إننا نجيد الحديث عن الخطاب العام الذي يتطرق إلى التعددية التي تقوم على المساواة والاحترام، ولكن في الواقع العملي هناك تحديات تفرض نفسها، مضيفاً أن الطبيعة والحياة تنتج التعددية والانسان يمنعها، كما أن العالم استقر كحضارة واحدة داخلها القوميات والاثنيات التي تجمعها الدولة القومية على اساس قومي حتى بدأت الصراعات التي تقوم على المصلحة.
وكان أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، الذي أدار الندوة، أشار إلى أهمية الندوة في هذ التوقيت الذي يؤسس لمرحلة قادمة، ومناخات جديدة تقوم على التنوع في المجتمع.