نعم عشرون عاما مرت كلمح البصر على رحيل الحسين الفارس والشريف الهاشمي الى رحاب الله، وهو مطمئن بنفس راضية مرضية مسلمّا الراية لمتابعة قيادة مسيرة اردننا بكل ثقة لعبد الله الفارس والشريف الهاشمي الذي تربى في مدرسة الحسين جنديا عربيا ليكمل مشوار البناء والانجاز في اردننا الغالي، وأذكر هنا رسالة الملك الحسين قبل اسبوعين من رحيله الى الفارس الهاشمي عبد الله مخاطبا بقوله " إنني لأتوسم فيك كل الخير وقد تتلمذت على يدي وعرفتَ أن الأردن العزيز وارث مبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها العظيمة، وان الشعب الاردني لا بد وان يكون كما كان على الدوام في طليعة ابناء امته في الدفاع عن قضاياهم ومستقبلهم، وأن من حقهم على قيادتهم أن تعمل لحاضرهم ومستقبلهم ولتحقيق نهضتهم الشاملة حتى تتسنى لهم الحياة الكريمة وتصان حقوقهم التي كفلها لهم الدستور وأن تبقى جباههم مرفوعة لا تنحني الا لله أو لتقبيل ثرى الوطن العزيز ".
وكانت البيعة لمليكنا المفدى عبدالله الثاني بن الحسين، وعيون الأردنيين ترى فيه صورة راحلنا العظيم قدوة ونهجا وفراسة وشجاعة، وكان جلالة سيدنا الملك عبد الله كما أراده جلالة سيدنا راحلنا العظيم بحق الصادق الصدوق الذي لا يكذب اهله، وكان الأخ والأب لجميع الأردنيين بادلهم حب بحب ووفاء بوفاء، وكانت البيعة المستمرة والولاء المتجدد لقائد مسيرتنا وعنوان سيادتنا للسير على طريق المجد والنهضة والإنجاز ليبقى أردننا مكلّلا بالعز والفخار، راياته في عنان السماء خفاقة، وأسواره عالية حصينة منيعة قوية راسخة رسوخ الجبال الراسيات. رحم الله حسيننا الباني العظيم وإلى جنات الخلد يا أغلى الرجال، وحمى الله الأردن الوطن الأغلى والأقوى والأبقى، ودام جلالة سيدنا الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين وحفظ ولي عهده الأمين.