مدار الساعة- عبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضيين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات عن سعادته لتنبه الملك عبدد الله الثاني لمخاطر محاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو اسقاط حل الدولتين .
وقال عريقات في حوار مع صحيفة الاهرام المصرية ، نشرته الاثنين ان البيان الصادر بعد لقاء القمة الذي جمع الملك بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة قبل ايام اثلج صدره وصدور غيري من القيادات الفلسطينية , لأنه تنبه لكل المخاطر التي نتجت عن محاولات نيتانياهو, لإسقاط مبدأ حل الدولتين وتعديل أو تبديل المبادرة العربية للسلام ,حول طروحات ما يسميه الحل الإقليمي الأمني, وما الى غير ذلك من توجهات ترمي الى التنصل من كل مرجعيات عملية السلام المتفق عليها .
واضاف عريقات ، ان الاتصالات مع الجانب الأمريكي لم تنقطع فهي متواصلة على أكثر من مستوى, فالسلطة الفلسطينية تسعى بكل جهد ممكن مع مختلف الأطراف الدولية المؤثرة , وبالطبع في المقدمة منها الولايات المتحدة في ظل الخيارات التي نؤمن بها, والتي تتمثل في التمسك بمبدأ الدولتين للصراع مع اسرائيل, والقانون الدولي والشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.
واضاف : لا نيتانياهو ولا حكومته هم الذين يحاربون الإرهاب, وبصورة أكثر وضوحا نحن العرب الذين نحارب الإرهاب ونحن الذين نقف في الخندق الأول لهزيمة داعش, وإذا كان نيتانياهو يزعم أنه يحارب الإرهاب ,فإنه عليه أن يدرك أن اسرائيل باستمرارها في احتلال الأراضي الفسطينية, تجسد ذروة الأعمال الإرهابية في المنطقة .
وتابع : قبل يوم واحد من البيان الذي صدر عن مباحثات السيسي والملك ، بعثت السلطة الفلسطينية رسالة الى الإدارة الأمريكية شددت فيها على تمسكنا بمبدأ حل الدولتين وأنه لاحل للصراع مع اسرائيل الا من خلال تبني هذا الحل , وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وأن المبادرة العربية للسلام تشكل نقطة ارتكاز رئيسية في هذا الحل .
وتابع : شعرت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بكل ارتياح بعد صدور البيان المصري الأردني المشترك.
واضاف : لاشك أننا نتطلع من القمة العربية في الاردن أن تتبني خارطة طريق للتعامل العربي, على صعيد القضية الفلسطينية, طبقا لأسس وثوابت وركائز المبادرة العربية للسلام, وأن التمسك بالسلام كخيار استراتيجى لايمكن أن يكون بأى ثمن, ولكن على أساس انسحاب الدولة القائمة بالاحتلال من جميع الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو 1967, وفى الصدارة منها القدس وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وحل قضايا الوضع النهائي من حدود ولاجئين ومياه وأمن وأسرى.
لقد تابعت ما نشر في الصحافة الإسرائيلية عن القمة التي عقدت بين كل من السيسي والملك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ,بمشاركة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق بالعقبة, بيدأن الأمر المؤكد أن الجانب الفلسطيني على قناعة تامة بمواقف مصر ووالاردن تجاه القضية الفلسطينية .
وعن توقعاته حول اقدام إدارة ترامب على نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة ، قال عريقات ان السلطة نقلت الموقف الفلسطيني فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات الى الإدارة الأمريكية, كما قام الملك عبد الله الثاني بنقل الموقف العربي خلال زيارته لواشنطن, وكذلك الأمر نفسه فعله كل من السيسي والعاهل السعودي, والجميع حذروا من نقل السفارة وحتى الآن لم يتخذ قرار من قبل الإدارة الأمريكية بهذا الاتجاه, ونأمل ألا يتخذ وقناعتي أنهم باتوا على دراية واسعة بتداعيات مثل هذا القرار.
