مدار الساعة - يفضل غالبية الأردنيين السفر لتأدية مناسك العمرة مع عائلاتهم خلال العطلة المدرسية وحسب التقديرات لجمعية وكلاء السياحة والسفر أن عدد الأردنيين الذي سافروا إلى العمرة خلال هذه العطلة في شهر يناير قرابة خمسين ألف معتمر ، مع العلم بأن هذه الأعداد أقل بكثير من معدلاتها السابقة حيث كانت الأعداد تصل لأكثر من ضعف هذا العدد وكل ذلك بسبب تأثير قرار دفع الرسوم الإضافية للعمرة بقيمة 2000 ريال أي ما يعادل 380 دينار أردني .
ولكن مشكلة نقل المعتمرين بواسطة الحافلات براً ما زالت حاضرة وللأسف ورغم كل المناشدات والمطالبات لم يستطع أحد تجاوزها فقد تسببت بتعطيل وتأخير سفر المعتمرين وعودتهم إلى الأردن من حيث النقص الكبير في أعداد الحافلات المسموح لها بنقل المعتمرين وق كفاءة وصلاحية جزء منها ومع العلم أن المشكلة تزداد في كل موسم أكثر فأكثر .
لجنة السياحة الدينية والممثلة لشركات الحج والعمرة في الأردن أعلنت في كثير من مواقفها برفضها أن يتحمل المواطن الأردني أية أخطاء لا علاقة له فيها رفضاً قاطعاً بل وطالبنا ونشد على دور وزارة الأوقاف بتفعيل مبدأ المحاسبة لتكريم الشركات المتميزة ومعاقبة الشركات المقصرة في تنفيذ واجباتها والتزاماتها تجاه المعتمرين ، فشركات الحج والعمرة قامت بتنفيذ الجزء الأكبر من هذه الرحلات دون تسجيل أية مشكلات من حيث الحصول على التأشيرات اللازمة لسفر المعتمرين وحجز الفنادق في المدينة المنورة ومكة المكرمة ، وحتى نكون واضحين فإن نسبة الأخطاء التي تسجل مقارنة بالرحلات التي تم تنفيذها على أكمل وجه لم تتعدى نسبة الخطأ الـ 7 % من المجموع العام ولكن دائماً يكون التركيز على الأخطاء لمعالجتها والتحذير منها .
إذاً بالمختصر المفيد أن المشكلة في الأردن هي ( مشكلة نقل ) وحتى يتم تحديد أساس هذه المشكلة وكيفية تأثيرها والأزمات التي أصبحت تأثر على نقل السياح الوافدين على المملكة والحجاج والمعتمرين وشركات الحج والعمرة وحسب الملاحظات التالية :-
1- حسب بروتوكول النقل بين الأردن والمملكة العربية السعودية لايسمح بدخول الحافلات التي يزيد عمرها التشغيلي عن عشر سنوات ، ولايسمح بدخول الحافلات فارغة بدون معتمرين من الجهتين وهذا ما يتسبب بتعطيل تعزيز النقص بادخال الحافلات السعودية لإنقاذ الموقف .
2- للأسف لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الحافلات التي يسمح لها بنقل السياح والمعتمرين ، حيث أن هناك شركات نقل موجودة في السجلات لدى وزارة النقل فقط ويوجد لديها حافلات قديمة تم بيعها لسائقين وغير مصرح لها بالسفر للعمرة .
3- عدد حافلات شركات النقل السياحي لاتغطي أكثر من نسبة 20 % لنقل المعتمرين الأردنيين من حيث التزامها وحسب قانون النقل السياحي في الأردن لنقل السياح الأجانب الوافدين على الأردن ونقل المواطنين للسياحة الداخلية داخل ربوع الوطن وإعطاء الأولوية لنقل لنقل السياح الاجانب والذي أصبح الاردن وجهة سياحية وارتفاع اعداد السياح حيث أصبح الموسم السياحي على مدار العام، ناهيك عن إلتزام عدد من شركات النقل السياحي بعطاءات لنقل موظفي المؤسسات أو في الجسور أو النقل بين المحافطات .
4- عدد الحافلات لشركات النقل التأجير والنقل الدولي لاتغطي أكثر من نسبة 30 % لنقل المعتمرين الأردنيين من حيث التزامها بنقل المقيمين في دول الخليج والمعتمرين الفلسطينين ومعتمري مسلمي 48 حيث تم تأجير عدد حافلات للأشقاء الفلسطينين خلال العطلة المدرسية قرابة ( 400 ) رحلة لنقلهم إلى الديار المقدسة.
5- عدم جاهزية بعض شركات النقل في الأردن من حيث صيانية حافلاتها وتوفير ورش للصيانة على طريق السفر وعدم تجهيز تأشيرات السواقين بسبب إرتفاع تكاليفها ، مما جعل بعض شركات النقل وبسبب عدم قدرتها على إدخال الحافلات السعودية للأردن من نقل المعتمرين إلى الحدود ومن ثم نقلهم بواسطة حافلات سعودية في الحدود مما تسبب بحدوث خلل جسيم وظلم للمعتمرين .
6- في مواسم الذروة وكثرة الطلب واضطرار المعتمرين للسفر في وقت محدد ومحصور بثلاثة أسابيع لكل هذه المجموعات وبخروج قرابة 50 ألف معتمر أردني بالإضافة إلى 20 ألف معتمر فلسطيني ، حيث يتبين لنا أنه في مواسم الذروة ( العطلة المدرسية – رمضان – الحج )عدد الحافلات المتوفرة لايلبي أكثر من ٥٠ % من عدد الحافلات المطلوبة .
7- تسبب نقص عدد الحافلات بتأخير انطلاق الرحلات حسب مواعيدها وطول انتظار المعتمرين لوصول الحافلات في رحلات الذهاب وعدم التزام بعض شركات النقل بمواعيد عودة المعتمرين إلى الأردن مما تسبب بحجز ليالي إضافية في الفنادق من قبل شركات الحج والعمرة وانتهاء إجازات المعتمرين مما تسبب بالأذى والشكوى لهم .
8- تعطل عدد من الحافلات لعدم صلاحية جزء منها في طريق السفر مما تسبب بتأخر إصلاحها أو تأمين حافلات بديلة مما تسبب بالأذى النفسي والجسدي للمعتمرين وذويهم من تأخير غير مبرر لا علاقة لهم بهذه الأعطال أو الأخطاء .
9- تعطيل دخول الحافلات السعودية والتي تم استئجارها لتعزيز النقص في الدخول والخروج من وإلى الاردن مما سيؤدي في قادم الأيام عدم قبول شركات النقل السعودية لتأجير حافلاتها لشركات النقل الأردنية .
وللأسف ومع كل ما سبق لا تعترف بعض شركات النقل السياحي بحجم المشكلة بل ويتسببون بإعطاء تفاصيل بعيدة عن الواقع بل ويطالبون بإحتكار النقل وتعطيل إيجاد حلول لمعالجة الواقع ، مع العلم أن الحكومة قد قدمت مؤخراً اعفاءات لهم لتحديث الحافلات ولكن هل ستؤدي هذه الاعفاءات لتحديث الحافلات القديمة والتي أصبحت غير صالحة لنقل السياح والمعتمرين .
وللأمانة والمصداقية فقد قام مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية بالتواصل مع وزراء النقل والأوقاف والسياحة ووجدنا منهم كل التعاون والتفهم لتذليل الصعوبات والتخفيف عن المعتمرين والتدخل المباشر لمعالجة الموقف .