انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الإنسان بين صورتين

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/31 الساعة 03:29
حجم الخط

إذا تأملنا ذكر الإنسان في كتاب الله تعالى، سنجد أنه يتقلب ذكره بين صورتين: الأولى تذكر خلقه، وكيف خلق من تراب، ثم من ماء مهين، وأنه يبدأ بضعف وينتهي بضعف، وأنه كلما زاد عمره زاد ضعفه، وهكذا نرى ضعف الإنسان وفقره. والصورة الثانية تحدثنا عن أنه نفخ فيه من روح الله، وأمر الله ملائكته بالسجود له، وأنه مكرم، وأن الكون كله مسخر له.

لكن ما الحكمة من بيان هاتين الصورتين؟ لعل ذلك ليذكر الإنسان بحقيقته ووظيفته، فإذا شعر الإنسان بالكبر والتمرّد على الله تعالى، والتعالي على عباد الله، جاء الخطاب ليذكره أنه الإنسان خلق من تراب، ومن ماء مهين، وأنه سيرجع بعد القوة ضعيفا. فهل من كانت هذه أوصافه يحقّ له أن يتكبّر أو يتعالى أو يتمرد؟ إنه تذكير بفقر الإنسان وضعفه، ليتذكر غنى الله تعالى وقوته وقدرته.

ثم إذا أراد أن يتحمل هذا الإنسان أمانة عمارة الكون، لم ينظر في أصل خلقه وضعفه، بل نظر إلى تكريم الله له، وتعليمه ما لم يكن يعلم، ويتأمل في تسخير الكون للإنسان، كي يقوم بالوظيفة المطلوبة منه على أتم وجه، ولا يتذرع بضعفه وعجزه. فهو المكرّم، وهو الذي ركبت فيه الصفات التي تؤهله لوظيفة الخلافة على الأرض، وهذا كله بفضل الله تعالى ومنِّه وكرمه، وما على الإنسان إلا أن يطلق باسم الله وعلى بركة الله ليقوم بالواجب المطلوب منه.

وهكذا نرى التربية القرآنية لهذا الإنسان، إن تغطرس ذكّره القرآن بأصله وضعفه، وإن تكاسل أو تخاذل ذكّره القرآن بفضل الله عليه وتسخير الكون له، والمهمة المطلوبة منه، وفي كلا الحالين تذكره الآيات أنه عبد لله تعالى.

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/31 الساعة 03:29