الأخطاء تحدث، ولسنا هنا بمعرض انتقاد رجال الجمارك الذين قاموا بعملهم، لكننا في ذات الوقت نؤكد على أن مثل هذه الحادثة دليل على عدم الاهتمام بالمواهب الشابة في الاردن وعلى الأخص طلبة المدراس والجامعات، الذين يحفرون في الصخر منفردين لإثبات أنفسهم ووضع وطنهم على خارطة العالمية في مجالات شتى.
نسمع بين الحين والآخر عن شاب أردني يبدع في دول عالمية، الا أن التحرك الحكومي للأسف يأتي متأخرا، فنجد التكريم أحيانا وليس دائما لهؤلاء الشباب بعد أن يعلنوا عن ابداعهم أو أن يعترف العالم من الخارج بأن هناك نواة لعلماء وموسيقيين ومثقفين وغيرهم في الاردن، على أن هذا التكريم لا يكاد يظهر اعلاميا حتى يختفي على الأرض، فلا متابعة ولا حاضنة لمثل هذا الابداع.
الشواهد على الابداع الأردني كثيرة ولا مجال لحصرها، لكن الاهتمام في مجال صناعة الروبوت خلال السنوات الاخيرة أضحى واضحا، خاصة بين فئة هامة من المجتمع الاردني وهم الشباب، فتجد مشاركات أردنية واسعة في تظاهرات عالمية حققت جوائز ومراكز متقدمة من خلال مشاريع لطلبة الجامعات والمدارس، لكن هذا الإبداع مشتت ولم يجد من يهتم به.
من يتابع قضية «الروبوت» الأخيرة وحجزه، يجد أن جهات كثيرة علقت على هذه الموضوع، باستثناء وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي التي يجب أن تكون المسؤول الأول عن مثل هذه القضايا، بل إن من واجبها خلق حاضنة لهؤلاء الشباب في المدارس والجامعات، ومن المفترض ان يكون هناك مسؤول علمي من الوزارة في استقبال مثل هذه الفئات لتشجيعهم وتسهيل أمورهم في حلهم وترحالهم.
من هو المعني الأول عن هذه الفئة المبدعة غير وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، التي يجب أن تنشئ دائرة متكاملة لمتابعة ابداعات الطلبة العلمية وتسجيلها وبحث امكانية تطويرها، خاصة ما شهده مجال تصنيع الروبوت مؤخرا من تطور بين صفوف الشباب الشغوف بالعلم والطامح الى العالمية.
يجب أن تكون هناك دائرة في الوزارة المدمجة حديثا، لتسجيل كافة المشاريع العلمية للطلبة الاردنيين في الجامعات والمدارس، وتسجيل اختراعاتهم والبحث عن مجالات واتفاقيات تعاون لتطويرها ووضعها في عجلة الانتاج سواء بالتعاون المحلي أو الخارجي، لكن استمرار اهمال هذه الملف سيساهم مستقبلا في خسارة كل عقل أردني.
أطلعت على مشاريع تخرج لطلبة يغلفها الابداع من مختلف جوانبها، لكن ما أن ينجزوها، يصطدمون بواقع لا يكترث لمثل هذه المنجزات، بل حتى لا يوجد جهة تتابع مثل هذه الانجازات، علما بأن هؤلاء الطلبة يستثمرون مصروفهم اليومي وما يجود به أولياء أمورهم لإتمام حلمهم الصغير.
الدستور