انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

محيلان يكتب: التعديل الوزاري والرجل المناسب

مدار الساعة,مقالات,وزارة المالية,وزارة السياحة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/23 الساعة 13:07
حجم الخط

د. محمد حيدر محيلان

ما زلنا نذكر قصة الجاسوس الأمريكي المدسوس في الاتحاد السوفييتي، الذي اكتشف بعد نهاية الحرب الباردة، والذي كان يعمل مستشارا للرئيس الروسي في ذلك الوقت، والذي فاجأ الجميع ليس عمله كجاسوس، فهم كثر، ولكن المفاجئ عدم وجود ما يدين هذا الرجل من معلومات تم تسريبها، او اعمال مادية او خلايا تخريبية يديرها، وعندما سألوه عن مهمته واهميته للمخابرات الامريكية قال: إن عمله كان يقوم على أساس تقديم استشارات غير امينة وهدامة للرئيس وهي (وضع الرجل المناسب في المكان غير مناسب).

فقد كان يأتي بالمهندس الزراعي ويضعه في وزارة المالية وكان يأتي بالطبيب ويضعه في وزارة غير الصحة، والمعلم التربوي يضعه في وزارة الاقتصاد والصناعة، وهذا الشيء ساعد كثيرا في تفتيت وهدم الاتحاد السوفييتي، لان المهندس لا يفقه شيئا بالمالية والمعلم لا يفهم شيئا بالصناعة وهذا الشيء يؤدي الى انهيار وليس بناء وتقدم الدولة.

لا أدري من المستشار الذي يشير على أصحاب القرار لدينا في اختيار الوزراء ومسؤولي الدرجات العليا والوظائف القيادية، وما هي درجة انتمائه للأردن وأهلها؟

اليس من الأفضل والاهم والانفع للوطن والمواطنين ان يبقى الأستاذ الدكتور الطبيب جراح الدماغ في المستشفى يقدم خدماته وخبرته وعلمه الباهر في علاج وشفاء أصحاب الحاجة له بدل ان يتم تعطيل علمه وخبرته وتسليمه إدارة وزارة غير الصحة في الوقت الذي يغص الوطن بأصحاب الكفاءة التعليمية والتربوية من المختصين والمنظرين والمخططين المشهودين!! (ولا ننتقص من قيمة الشخص المعين) كائنا من كان، ولكن مكانه المناسب والاهم هو غرفة العمليات أليس كذلك!! لأنه أفنى عمره بالجراحة والعمليات ويجيدها بكفاءة وتميز، وهناك من أفنى عمره بخبرات التعليم والتربية ويجيدها بكفاءة وتميز.

ماذا لو أدخلنا المعلم التربوي لغرفة عمليات لإجراء عملية جراحة دماغ لمريض هل يقبل المريض أو رئيس الحكومة أو الطبيب الجراح نفسه ؟! فكيف نفعل العكس؟!

والمثل ينطبق على بقية الأشخاص وليس فقط هذا التعديل ولكن كثير من حكوماتنا المشكلة كانت تمارس هذا الأسلوب ولا أدري ان كان ذلك عن قصد أو جهالة بأصحاب الخبرة والكفاءات.

فلو تفحصت حكومتنا الحالية او سابقاتها لوجدت من هذا كثيراً... فهذه او هذا يحمل شهادة علوم مالية ويدير وزارة السياحة او صيدلاني يدير وزارة البلديات وهكذا... ثم نشكو من سوء أداء الحكومات والكفاءات ثم نقعد نلوم الحكومات وأداءها المتخبط ونخرج للدوار الرابع نطالب بإقالة الحكومة ...

لماذا نصر على وضع الرجل غير المناسب في مكان غيره المناسب؟ أمن قلة الخبرات والكفاءات ؟؟ أم لتمرير المنافع والمحسوبيات !! ولمصلحة من نفعل ذلك والى متى؟؟ اليس يقول المثل اعطي الخبز لخبازه !! لماذا نصر على ارتكاب الأخطاء القاتلة ثم نجلس نلعن الظلام ونجلد الوطن؟؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/23 الساعة 13:07