مدار الساعة - فلوريدا - كتب : عبدالحافظ الهروط -مثل كل الأهازيج، وتلك، الموشحة بألوان قزح التي يرتديها الجمهور الاردني في الداخل والخارج والموضوعة على رؤوس الاردنيين من ألوان علم الوطن، والوان لباس اللاعبين ،كانت لي على الصعيد الشخصي رباعيات وقصائد نثرتها على صفحات الرأي قبل سنين.
اشد بها ازر " النشامى فقد كان للفوز حلاوة وقيمة معنوية في نفوس الشعب الاردني المتعطش ليوم فرح، وكان للخسارة وجع وانكسار وكأن الرياضة لم تتأسس قواعدها على الاستمتاع بفنونها وتقارب الشعوب حتى جعلت المشاهد يشجع فريقا او منتخباً ليس من ابناء جلدته.
على انني لم ارتد "الشماغ الأحمر "في اي مباراة، ليس كرهاً فيه، حتى في اوقات البرد القارس ، كما ان الآباء والأجداد والأعمام والخؤولة والأقارب والأصدقاء كانوا يرتدون الحطة "القضاضة" المقرطة بخطوط سوداء على المساحة البيضاء منها، ومنهم من ارتدى الشماغ الأحمر في مناسبات، كلباس وليس عن تميزّ.
أقول هذا لأن شعارات "ملونة" سادرة منذ عقود ترفع فوق المدرجات وشعارات سياسية تصرخ -وليس تصدح - لا علاقة بها بكرة القدم وكل الألعاب على الإطلاق.
التشجيع النبيل والمحفز للاعبين مطلوب ولولا الجماهير لما كان للرياضة مذاق اما النزق والانزلاق والشطط وإقحام اللعبة بغير رسالتها فهو هراء لا بل يفسد على اللعبة ذاتها، طهرها وجمالها.
اما وقد تأهل منتخب الوطن الى دور الـ ١٦ وهو تأهل مهم من الناحية المعنوية الا انه ليس جديداً وليس إنجازاً ، وعلى المدير الفني فيتال ان يدرك هذا، وهو اهم من منعه اللاعبين تناول المنسف.
كما ان اللقاء المنتظر للمنتخب ونظيره الفيتنامي لا يقل أهمية عن اجتياز "منتخبنا"نظيره الأسترالي ، فمن يطلب الحسناء لم يغله المهر .
لا شك ان المنتخب يكتسب بعد كل مباراة يفوز بها ثقة كبيرة، واجزم ان خبرة اللاعبين الذين شاركوا في النهائيات السابقة وتصفيات كاس العالم يدركون اثر الثقة بالنفس عندما تكون في مكانها بعيدة عن الغرور والتعامي عن ظروف كل مباراة وهوية المنافس وقوته وضعفه، ذلك ان الحسابات غير المدروسة والثقة في غير مكانها تحدث المفاجآت وتقلب موازين الترجيح.
بالتأكيد، اللقاء مع فيتنام المتطور مهم، والأهم اجتيازه، وخصوصاً عندما يلعب ابناء الوطن بانضباط تكتيكي ورجولة في الاداء وان المباراة لا يعني ان تقدمت حسمتها وان تأخرت خسرتها وإنما بانتهاء وقتها، وكل هذا، ان يكون الاداء جماعياً بدءاً بحارس متألق وانتهاء بأي لاعب يستثمر الفرصة لهز الشباك، والله الموفق.