مدار الساعة - تعتزم الحكومة البريطانية تغيير ألوان الجوازات الرسمية في أكتوبر 2019، وذلك لتحل محل النموذج الموحد لجوازات السفر المنصوص عليها في عضوية الاتحاد الأوروبي.
وذكرت وزارة الداخلية البريطانية أن جواز السفر البريطاني يعاد تصميمه كل خمس سنوات، وأن النسخة الجديدة ستدخل في الخريف القادم عندما ينتهي العقد الحالي.
ويعود الفضل في عودة اللون الكحلي، الذي استخدم أول مرة في عام 1921، إلى الانتصار الذي حققه بعض أعضاء البرلمان المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، والذين قاموا بحملة من أجل العودة إلى ذات اللون.
وقالت الحكومة إن جواز السفر الجديد الذي سيشمل ميزات وتكنولوجيا محدثة، سيكون واحداً من أكثر جوازات السفر أمناً في العالم.
وقال وزير الهجرة البريطاني براندون لويس: "إنَّ ترْك الاتحاد الأوروبي يعطينا فرصة فريدة لاستعادة هويتنا الوطنية، ورسم طريق جديد لأنفسنا في العالم، ولهذا السبب يسرني أن أعلن أن جواز السفر البريطاني سيعود إلى التصميم الأزرق والذهبي الشهير بعد أن نكون قد غادرنا الاتحاد الأوروبي في عام 2019".
هذا وستصدر جوازات السفر الزرقاء والذهبية، في أكتوبر من عام 2019، إلى المواطنين البريطانيين وذلك عند التجديد أو التقدم بطلب للحصول على جواز سفر جديد.
وذكرت وزارة الداخلية أن حاملي جوازات السفر البريطاني لن يحتاجوا إلى اتخاذ أي إجراء قبل موعد التجديد الحالي، وسيصدر المزيد من التفاصيل في ربيع 2019.
جدير بالذكر أنه قد صدرت أول جوازات سفر موحدة لغرض التجارة بين الدول الأوروبية في المملكة المتحدة في عام 1988، بعد الشكل الموحد الذي قدمته المجموعة الاقتصادية الأوروبية.
من جهته قال النائب عن حزب المحافظين، أندرو روسينديل، أن جواز السفر الأوروبي الموحد كان مصدراً "للإهانة" على الصعيد الوطني.
وأضاف: "إن استعادة جواز سفرنا البريطاني هي تصريح واضح للعالم بأن بريطانيا تعود، وقد تم إغراق هويتنا البريطانية ببطء وتحويلها إلى مجرد دولة صناعية شعر من خلالها معظم البريطانيين بعدم سعادتهم في التماهي مع كثير من الدول غير الكفء مقارنة ببريطانيا العظمى".
وتابع أن: "إهانة الحصول على جواز سفر وردي للاتحاد الأوروبي ستنتهي قريباً، ويمكن لمواطني المملكة المتحدة أن يشعروا مرة أخرى بالفخر والثقة بالنفس في جنسيتهم الخاصة عند السفر، مثلما يستطيع السويسريون والأمريكيون القيام به".
وفي جولة لمراسل "الخليج أونلاين" في العاصمة البريطانية لندن حيث استعرض آراء بعض المواطنين في الشارع البريطاني حول هذا الموضوع كانت إجاباتهم متباينة.
"جاك"، وهو صاحب متجر في وسط لندن، يقول: "كثر الحديث حول لون الجواز واختلافه، وأنا أقول هنا إن مسألة الانتماء الوطني لا يمكن أن تتلخص بلون قطعة صغيرة من الورق".
أما "شازيا"، وهي طالبة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، فقد قالت: "كنت مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأشعر بالارتياح لتغيير الجواز ليصبح منفصلاً ويكون بصمة مميزة كما كان في السابق".
أما "إدوارد"، وهو أستاذ جامعي كما وصف نفسه، فقد عقّب على الموضوع قائلاً: "هذه الخطوة تحصيل حاصل لمقتضى قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، لذا استلزم الأمر أن تكون وثيقة السفر الخاصة بها منفصلة، وهذا بالتأكيد سيعيدنا إلى الهوية الأولى إلى ما كنا عليه قبيل الانضمام للاتحاد الأوروبي، وهو- حسب تقديري- يعطي شعوراً جيداً بالانتماء الوطني المخصص لدولتنا".
في حين لم يكترث كثير من المارة بهذا الموضوع، وقالوا إن هذا الجواز وما سبقه لن يمنعنا من السفر إلى أي مكان نريده، وأوضح كثيرون أن الانتماء للوطن لا يكون بمجرد ورقة زرقاء اللون أو غير ذلك.
وكان البريطانيون قد صوتوا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء في يونيو 2016، ثم تقدمت رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، بطلب رسمي في 29 مارس الماضي لخروج بلادها من التكتل، وأطلقت بذلك مرحلة مفاوضات تستمر عامين قبل موعد الانسحاب الرسمي.
ويصوت البرلمان البريطاني، اليوم الثلاثاء، على اتفاق انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، والذي من المتوقع أن يكون التصويت ضده، وهو ما يفتح الطريق أمام تغيير المسار والتراجع عن هذا الاتفاق.
ويعد هذا اليوم حاسماً، إذ يبين طريق بريطانيا فيما بعد، في ظل مباحثات طويلة حول خروجها من الاتحاد الأوروبي، وحرص رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الكبير على تمرير هذا الاتفاق.
وذكرت صحيفة "الصن"، أمس الاثنين، أن ماي ستجبر البرلمان على التصويت مرة أخرى على اتفاقها، رغم مواجهة الهزيمة.
الخليج اونلاين