انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الرجل المُناسب بضمّ الميم

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/07 الساعة 00:20
حجم الخط

في ظلّ تردي حالة التعليم في الوطن العربي الحبيب، تعيش اللغة العربية حالة من التدهور غير المسبوق، حتى أدخلت غرفة الإنعاش، ولا زالت تعاني من غيبوبة، نسأل الله أن تقوم منها وتتعافى.
ومن ثمرات هذه الغيبوبة اللغوية للغتنا الحبيبة، أننا نجد من يقرأ النصوص والأمثال بشكل غير صحيح، مما ينتج عنه فهم خاطئ لمعاني الكلمات، مما يورّث سلوكا منحرفا وغير سوي.
ومن الأمثلة على ذلك أننا نجد في هذا الوطن العربي الجميل من يزرع أقرباءه وأنسباءه في مراكز صنع القرار، ويسلمهم الشركات والمديريات والوزارات، وكل ما ينتهي بالألف والتاء من المؤسسات. وإذا سألته عن ذلك أجاب: على رأي المثل الرجل المِناسب (من النسب) في المكان المُناسب. فلا يليق بالشخص أن يهمل أنسباءه، بل عليه أن يضعهم في الأماكن التي تناسبهم حرصا على قرابة النسب.
وهكذا تصبح الوظائف مغنما، وتنمو الإدارة السيئة للبلاد والعباد، وتسوء الأحوال؛ لأن المِناسب هبط بالباراشوت على موقعه، ولا يملك من الإمكانيات ما يؤهله له، إلا قربه أو صداقته أو نسبه من فلان، وكأن البلاد مزرعة تدار من الأخ الفاضل، يوظف فيها من شاء وكيف شاء، لذلك كانت أيامنا كلها كرجب، لا نرى فيها إلا الغرائب والعجب.
احترام النسب خلق أصيل في عاداتنا وأخلاقنا، فمن أراد أن يكرم الصهر والنسيب فليكرمه من ماله الخاص، وليوظفه في شركته الخاصة، وعندها سيتحمل وحده ثمن هذا الاختيار. أما أن يضعه في وظيفة عامة يهلك فيها الحرث والنسل، ويدمر في شهور ما تبنيه الرجال الأوفياء في عقود، فيتحمل الوطن والمواطن ضريبة هذه التنفيعات فأمر لا يقبله دين ولا خلق ولا عقل راجح.
عيب علينا أن نرى الوطن ومقدراته تركة لنا ولأقربائنا بالنسب والمصاهرة، فالوطن أغلى وأعلى من ذلك بكثير، وينبغي أن نقدم مصلحته على مصلحتنا برضا المدام التي صار رضاها قبل رضا الوالدين.

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/07 الساعة 00:20