كتبنا في هذه الزاوية أكثرمن مرة عن ضعف الاجراءات الرسمية لمكافحة التدخين، وتدني الوعي الطبي والصحي عند المسؤولين والاطباء والمواطنين من الاخطار المحدقة بالمدخنين.
وقد وصلتني دراسات حديثة حول اخطار التدخين والذي يعتبر المسبب الرئيس لمرض الانسداد الرئوي المزمن، والذي يؤدي الى الوفاة.
هذا المرض هو السبب السادس للوفاة في العالم، وسيصبح في المستقبل المرض الثالث وأن 7.2 مليون وفاة تقريبا على مستوى العالم مرتبطة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتضيف هذه الدراسات أن التكاليف المباشرة وغير المباشرة لمرض الانسداد الرئوي المزمن قريبة من تكاليف علاج أورام الثدي الخبيثة، والجلطات وقرحة الجهاز الهضمي، وان تكاليف علاج هذا المرض في المستشفى تكون في بعض الاحيان مقاربة او تزيد عن تكلفة هذه الأمراض.
هذا المرض له تأثير سلبي كبير على طبيعة ونوعية حياة المريض، حيث يعاني صعوبة في التنفس، والاجهاد، والاحباط، والعصبية واليأس، كما يشكل المرض عبئا، اضافيا على الاصدقاء واقرباء المريض.
وقد اشارت الدراسات الى ان هذا المرض قد يؤدي الى قتل اعداد مساوية لما يسببه مرض الايدز من وفيات اذ ان التدخين والتلوث البيئي من اهم اسباب هذا المرض، وانه اذا لم يتم زيادة مستوى الوعي الصحي لدى المرضى وتحسين عملية التشخيص في مراحل مبكرة، فسوف يكون العبء المستقبلي لخدمات الرعاية الصحية باهظ الثمن.
المشكلة في هذا المرض تكمن في تطوره الكامن وغير الملحوظ، اذ يبدأ المرض دون ان تصحبه اي اعراض وإن وجدت فإن المصابين بها يعزونها الى الأمراض التنفسية والصدرية البسيطة، وقد لا يتبادر الى ذهن المدخن الذي يسعل صباح كل يوم ان الشعب الهوائية تضيق تدريجيا بحيث تصل الى مرحلة من الصعوبة بمكان معالجتها بالطرق البسيطة، وأن الرئة قد تصل الى مرحلة تفقد فيها قدراتها الوظيفية.
إننا نأمل من وزارة الصحة، ونقابة الاطباء، ومديرية التثقيف الصحي تنظيم حملات توعية للكشف المبكر عن هذا المرض الخطير وإمكانية معالجته في وقت مبكر، وأن يتم تنظيم حملات توعية، وتتخذ اجراءات رادعة لمنع التدخين في الأماكن العامة، وزيادة وعي المواطنين بخطورة مرض الانسداد الرئوي المزمن واقامة الندوات العلمية ومحاضرات التوعية، فهناك آلاف المواطنين الذين يعانون من السعال واللهاث عند تسلق السلالم، وصعوبات في التنفس، وان اكثر ما نخشاه ان يكون ذلك كما تقول الدراسات بداية لهذا المرض الخطير اذا لم يتم الكشف عنه مبكرا، بعد ان يكون هذا المصاب اقلع نهائيا عن التدخين.
الدستور