أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة شكوى مستثمر شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مصر.. تشييع جثمان الشيخ عمر عبد الرحمن في موكب مهيب إلى مسقط رأسه

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,محكمة أمن الدولة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة- على عكس الأصوات المنادية برفض دفنه في مصر، أو دفنه سرا، استقبلت جموع خفيرة من المصريين، الأربعاء، جثمان الشيخ عمر عبد الرحمن في موكب ضم مئات السيارات، بالإضافة إلى حراسات من القوات الخاصة والشرطة المصرية التي رافقت الجثمان.

ووصل جثمان الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر مطار القاهرة الدولي عند الساعة الثانية عشر ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، وكان في استقباله أسرته وقيادات الجماعة الإسلامية.

وعلى امتداد قرابة 250 كيلومتر، للوصول إلى مسقط الشيخ عمر عبد الرحمن ، بقريته "الجمالية" بمحافظة الدقهلية، سار الموكب الذي حمل جثمان الدكتور عمر، وهو يطلق صفارات الانذار، وتحيط بها سيارات قيادات الجماعة الاسلامية في مصر وذراعها السياسي "حزب البناء والتنمية".

​وتحولت مواقع "الجماعة الاسلامية" و"حزب البناء والتنمية" للبث الحي المصور للجنازة وهي تتقدم من المطار، وعلى طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، وذلك وفقا لخط السير المعتمد والمتفق عليها مع إدارة المرور.

وشارك في الحشد، عدد كبير من قيادات الجماعة الاسلامية في مصر، إضافة إلى الشيخ حافظ سلامه، والمحامي منتصر الزيات.

وكان من المقرر إقامة صلاة الجنازة على الجثمان بعد صلاة العصر بيد أنها تأخرت لما بعد صلاة المغرب لحين وصول الجثمان

من جهته، أبلغ محمد، نجل الشيخ، وكالة "قدس برس"، أنه سيتم نقل جثمانه للصلاة عليه في قرية "الجمالية"، في حال تيسرت اجراءات، وأن العزاء سيكون على المقابر فقط، وفي اليوم التالي أمام منزل العائلة بالعمرانية أو في أي مقر من مقرات الجماعة الإسلامية.

وأوضح أن استقبال الجثمان بالمطار كان مقتصر على الأسرة فقط وعلى من سيحضر للصلاة على الجنازة التوجه إلى مركز الجمالية بالدقهلية حيث ستقام صلاة الجنازة بالمسجد الكبير بجوار مقابر الجمالية، إلا أن مشيعين كثر حضروا للمطار اوانضموا للموكب في طريقة للبلدة.

ووصل جثمان الشيخ عمر عبد الرحمن على متن الطائرة القادمة من أمريكا رقم 986 وكان في استقباله قيادات أمنية لتنظيم خروج الجثمان بهدوء، ومنع أي مستقبلين من غير اسرته فقط.

ومع وصول الجثمان، استمر الجدل في مصر، بين مؤيد ومعارض، حول استقبال أو رفض دفن جثمان الشيخ الراحل عمر عبد الرحمن ، مؤسس الجماعة الإسلامية، والأستاذ السابق بجامعة الازهر، بمصر.

ونفي خالد عبد الرحمن نجل الشيخ وجود أي عقبات او اعتراضات رسمية على وصول الجثمان لدفنه في مصر أو تشييعه.

سجال في استقبال جثمان الشيخ

وشنت وسائل اعلام قريبة من السلطة ورجال أمن سابقين، هجوما على استقبال جثمان الشيخ عمر في مصر لدفنه، رافضين تنفيذ وصيته بشأن دفنه في مصر، باعتبار أنه "إرهابي" بحسب وصفهم.

فيما دافع آخرون عن دفنه في بلده باعتبار أنه توارت عنه الأنظار منذ سجنه وليس بشهرة شخصيات مثل الاسلامبولي أو صدام حسين أو أسامة بن لادن.

ونشر نجله "عمار"، صاحب مكتب استيراد وتصدير ويقيم حاليا في الصين، صورة لمقبرة الاسرة على حسابه علي فيس بوك يؤكد فيها: "هنا سوف يرقد جسد الشيخ المجاهد عمر عبد الرحمن رحمه الله"، مشيرا لدفنه بجوار ابيه وأمه، وأنه "آت إلى هذا المكان ليدفن فيه بجسده".

ونشر صورة اللوحة (الشاهد) التي ستوضع على قبره ومكتوب عليها اسم الشيخ عمر وتاريخ وفاته وآيه قرانية.

وكشف "عمار" نجل الشيخ الراحل في فيديو نشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن جثة والده تم تحنيطها في أمريكا، وتم تغسيل الجثمان وتكفينه، مشيرًا إلى أن "شحن أي جثمان دائمًا ما يستغرق الكثير من الوقت في أي دولة".

وانتقد الاعلامي المقرب من السلطة أحمد موسى دفن الشيخ عمر بمصر قائلا: "أمريكا رمت بن لادن في البحر يبقي ليه عاوزين ترجعوه (عمر) لينا".

وطالب موسي ضمنا بإلقاء جثة الشيخ عمر عبد الرحمن في البحر، وانتقد موافقة الخارجية المصرية، علي عودة جثمانه.

كما طالب عدد من نشطاء "تويتر" بعدم دفن الشيخ الراحل عمر عبد الرحمن ، مؤسس الجماعة الإسلامية، في مصر، "لتورطه في عدد من اﻷعمال الإرهابية"، على حد ذكرهم.

وأطلق نشطاء هاشتاج "#عمر عبد الرحمن _ميندفنش_فمصر" على "تويتر"، وتصدر لفترة قصيرة قائمة أكثر تفاعلًا "التريند" بأكثر من 15 ألف تغريده، ورد مؤيدون لدفنه في مصر بهاتشاج مضاد بعنوان: #الشيخ_عمر_ عبد الرحمن _يدفن_في_بلده.

ورد عمار نجل الشيخ عمر عبد الرحمن يرد على هاشتاج "ميندفنش_فمصر" ويتحدث عن مقتل السادات قائلا ان الشيخ عمر لم يفت بقتل السادات ولم يثبت أي اتهام علي الشيخ عمر وحتى قتل السادات خرج فيها براءة وكلها ضجة اعلامية فقط وما يثار عن ان الشيخ امر بعمليات مسلحة غير صحيح والشيخ امرهم بالصيام شهرين تكفيرا عن قتلهم لضباط وجنود شرطة.

وكانت أسرة الشيخ الضرير قد تلقت اتصالا من إدارة السجون في الولايات المتحدة عصر السبت الماضي تبلغهم بوفاة أمير الجماعة الإسلامية في محبسه بعد أشهر من تدهور حالته الصحية.

وذلك بعد ساعات قليلة من ابلاغ الأسرة في مكالمة سابقة موافقتها على نقله إلى مصر لقاء باقي عقوبته في ظل تدهور حالته الصحية، في سجن نورث كارولينا الأمريكي الذي كان يقبع خلف جدرانه منذ العام 1993، عقب اتهامه بالتورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك.

الشيخ عمر عبد الرحمن في سطور ..

عمر عبد الرحمن ، مولود في قرية الجمالية في محافظة الدقهلية (دلتا النيل/شمال) سنة 1938. له 9 ذكور وبنتين، أرسل اثنين منهما لقتال الأمريكان في أفغانستان، أحدهما قُتل في 2011 في غارة أمريكية.

والشيخ عمر عبد الرحمن ، معروف في الوسط الجهادي حول العالم بـ"مفتي الجهاد" و"الشيخ المجاهد" وذلك منذ أن دعا إلى وجوب إسقاط نظام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات؛ لاعتبارات تتعلق بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية.

وفي نهاية عهد السادات، اختاره تنظيم الجهاد (شكَّل قياداته فيما بعد الجماعة الإسلامية المعروفة حالياً بمصر)، مفتياً وزعيماً للتنظيم، قبل أن يُصدر قرار في أيلول/سبتمبر 1981 باعتقاله.

ووقف عبد الرحمن أمام المحكمة العسكرية في مصر، في تشرين أول/أكتوبر 1981، مداناً بـ"التحريض على اغتيال الرئيس السادات"، قبل أن تبرئه نفس المحكمة فيما بعد.

ورغم البراءة، ظل عبد الرحمن محبوساً حيث تم تقديمه مرة أخرى لمحكمة أمن الدولة العليا بتهمة "قيادة تنظيم الجهاد وتولى مهمة الافتاء بالتنظيم"، غير أنه حصل على البراءة أيضا في هذه القضية، التي استمرت ثلاث سنوات.

وبعد خروجه من السجن عام 1984، عاد مرة أخرى إلى الدعوة تحت مظلة تنظيم الجهاد، وسط مساومات من جانب الأجهزة الأمنية لتحجيم حركته، حتى فرض عليه الأمن الإقامة الجبرية بمنزله.

وفي نهاية ثمانينات القرن الماضي، سافر عبد الرحمن لأداء العمرة بالسعودية، ومن هناك توجه لعدة دول منها باكستان حيث التقى بقادة الجهاديين في معسكرات المجاهدين في بيشاور، وكانت محطته التالية السودان، حيث تمكن من الحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة من السفارة الأمريكية في الخرطوم عام 1990.

وفي محطته الأخيرة، خلال تواجده بولاية نيوجيرسي، بالولايات المتحدة، أوقعت به المباحث الفيدرالية عام 1993، إثر اتهامه بالتورط في محاولة تفجير مركز التجارة العالمي، وانتهت بالحكم عليه عام 1995.

وأتهم عبد الرحمن آنذاك بـ"التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، وهي الاتهامات التي ينفيها عبد الرحمن .

وعقب حبسه، هددَّ تنظيم الجهاد، الذي كان يقوده أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة، باستهداف حكومات مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، رداً على محاكمة عبد الرحمن ، كما دعا جهاديون في عدة دول إسلامية بأسر أمريكيين لافتدائهم به، غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث.

ومن محبسه بالسجون الأمريكية أعلن عبد الرحمن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية بمصر عام 1997، بعد عشرية دموية بين الجهاديين من جهة وقوات الشرطة المصرية من جهة أخرى.

نحو ربع قرن من الحبس الانفرادي بالسجون الأمريكية، عانى عبد الرحمن خلالها بجانب كونه ضريراً من عدة أمراض من بينها: سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا علي كرسي متحرك.

وكان يسمح لزعيم الجماعة الإسلامية، بمكالمة هاتفية لأسرته كل 155 يوماً، تتيحها له إدارة السجون الأمريكية منذ اعتقاله.

وسبق أن حصلت هيئة الدفاع عنه على موافقة أمريكية بدراسة أمر نقله من سجنه بالولايات المتحدة إلى السجن في أي دولة أخرى، بشرط وصول موافقة من هذه الدولة، خاصة أنه توجد سوابق قانونية في تاريخ القضاء الأمريكي، تم فيها فقل محكوم عليهم في قضايا مختلفة إلى دولهم لاستكمال فترة سجنهم فيها.

ورفضت الحكومات المصرية المتعاقبة تسلمه وحبسه بالسجون المصرية، دون أن تقدم أسبابا، وفق العائلة، رغم عرض واشنطن ذلك أكثر من مرة.

غير أن محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بمصر، تعهد في أول خطاب له في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمام المتظاهرين، عقب توليه السلطة في يونيو/حزيران 2012، ببذل الجهد والعمل على تحرير عبد الرحمن ، إلا أن الإطاحة به بعد عام واحد من توليه الحكم في يوليو/حزيران 2013، أدت إلى عدم تحقق هذا التعهد.

ومساء اليوم السبت الماضي قالت عائلته إن "السلطات الأمريكية أبلغتهم بوفاة والده".

ونعت الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين وقيادات إسلامية وسياسيون بمصر عمر عبد الرحمن الذي قضى نحبه بالسجون الأمريكية.

وكالات

مدار الساعة ـ