مدار الساعة - رأى نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور جواد العناني انه يتوجب على الحكومة اعادة النظر بعلاقاتها الخارجية وفتحها على ايران وقطر وتعميق العلاقات مع العراق.
وشدد العناني خلال لقاء، حواري نظمه صالون التل السياسي الذي يرأسه الزميل الصحفي محمد حسن التل، وتابعته "مدار الساعة"، على ان اعادة العلاقات مع تلك الدول ستفرض على باقي الدول تعميق علاقاتها مع الاردن.
وقال "انه يتوجب على الحكومة اعادة النظر بخياراتها"، مؤكدا ان التعديل المنوي اجراؤه على الحكومة سيكون ضعيفا وفقا للمعطيات التي تسربت خلال الايام القليلة الماضية.
واستشهد العناني بما روجته وسائل التواصل الاجتماعي حول "اعتذار أحد أصحاب المطاعم عن رفضه وزارة السياحة".
ودعا العناني إلى فتح باب "الحج الايراني" إلى المزارات في الاردن بعد دراسة القادمين أمنياً.
وقال نائب رئيس الوزراء الاسبق إن الحكومة اتخذت خطوات جدية على الصعيد الخارجي خلال الايام القليلة الماضية وهي زيارة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الى الجمهورية التركية والجمهوية العراقية، مؤكدا ان هذه الزيارات مفيدة ويمكن ان يبنى عليها اتفاقيات اقتصادية مفيدة للاقتصاد الاردني.
واضاف العناني خلال اللقاء، الذي تابعته "مدار الساعة"، ان من مصلحة الاردن اليوم فتح آفاق جديدة للعلاقات الدبلوماسية مع مختلف الدول العربية والإسلامية لنستطيع تعزيز العمل الاقتصادي معها وهو ما يحقق انفتاحا اقتصاديا اكبر ويحقق لنا المصلحة التي نريد.
وقال العناني ان الاوضاع الاقتصادية التي نمر بها الان صعبة ويجب على الحكومة ان تعمل على اعادة فتح الحوار مع البنك الدولي واقناعه بالوضع الراهن لتتمكن من تخفيف الضغوط التي تواجهها من قبله مؤكدا ان الحوار معه بشكل جدي سينعكس بشكل ايجابي.
كما اكد العناني ضرورة ان تراجع الحكومة قراراتها الاقتصادية بشكل عميق خصوصاً وان هناك العديد من القرارات التي اتخذت سابقا ولم يعد هناك اي مبررات لتبقى سارية المفعول حتى الان مؤكدا على ضرورة التركيز على الاستثمار وجذب المستثمرين لما له من اهمية في خلق فرص العمل التي ستقضي على البطالة التي ترتفع ارقاهما بشكل يومي ومخيف.
وقال ان المصلحة اليوم تحتم على الحكومة خلق علاقات قوية مع العراق الشقيق لنكون جزءا من عملية البناء فيه وننتفع من أسعار النفط المخفض منهم خصوصا وان الاشقاء في العراق يريدون التعاون معنا وهو ما يحقق مصلتنا في الفترة الحالية.
واضاف العناني أن الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي يرتبطان ببعضهما البعض، ولا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر، مؤكدا انه من الصعب أن نتخيل الخيارات الاقتصادية المتاحة دون أن يكون للناس رأي واضح فيها.
وأضاف أن الأردني يعي أهمية حسن توزيع المال وإدارته خاصة بعد فرض ضريبة المبيعات والكثير من الضرائب والرسوم على فواتير الخدمات كالكهرباء والمياه، لذلك دخلنا إلى مرحلة صار فيها من حق الناس الذين يدفعون أن يسألوا لماذا يدفعون، وكيف ينُفق ما يدفعونه، مما جعل قضية الفساد في غاية الأهمية، لأن المواطن يشعر أن الفاسد الذي سرق مالاً عاماً إنما سرقه من المواطن الذي يدفع، وأن هذا المال المسروق كان يجب أن ينفق على المواطن الذي دفعه.
وقال العناني إنه للخروج من أوضاعنا الاقتصادية المتأزمة لابد من حزمة إصلاحات أولهما أن القرار يجب أن يؤخذ بالأغلبية التي تفرزها انتخابات صحيحة ونزيهة، تعبر عن مواقف الناس ورأيهم، وأضاف أن القضايا الكبرى التي تؤثر على مستقبل الدولة تتطلب وعياً سياسياً وقرارا سديداً يؤخذ بمشاركة كاملة من الناس حتى يتحملوا نتائج قرارهم.
ودعا العناني إلى تعزيز جبهتنا الداخلية لمواجهة أزماتنا ومشكلاتنا مهما كانت أسبابها ومصدرها، مستذكراً مقولة أن الاعتماد على الآخرين لا يحميك من مواطنيك أما إذا وقف معك مواطنوك فإنهم يعززون مكانتك عند الآخرين.
وأضاف أننا في الأردن بحاجة إلى إصلاح سياسي حقيقي، لأنه ليس أمامنا حلول لمشاكلنا إلا هذا السبيل، فالعلاقة بين الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي في الأردن ليست رفاها ذهنيا، ولا تحليلا سياسيا، لكنها ضرورة ملحة ولا حل لنا إلا بهما.
واقترح العناني قانون أحزاب يعطي نصف مقاعد مجلس النواب للاحزاب التي تحصل على أعلى الأصوات مع وجود عتبة لابد من أن تجتازها هذه الأحزاب.
كما دعا العناني إلى تغيير النهج الاقتصادي المتبع في الأردن بشكل كامل، وقال أن من يدير الاقتصاد في الأردن هم محاسبون وليسوا اقتصاديين والدينار بالنسبة للمحاسب يساوي دينار حيثما كان، بينما تختلف قيمة الدينار عند الاقتصاديين باختلاف مكانه، وأضاف أن الدينار بيد الغبي ليس كالدينار بيد الذكي، لذلك فإن الاقتصاد أعقد بكثير من أن يديره محاسب.
وقال لقد وصلنا في الأردن إلى قمة المنحنى في الضرائب أي إلى قمة التحمل، وأي زيادة تعني أنك ستنزل إلى الجهة الأخرى.