انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كيف نصل إلى تشكيل مجتمع إسـلامـي؟

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/30 الساعة 00:16
حجم الخط

فريق من المسلمين يعتقد أن الوصول إلى مجتمع إسلامي لن يكون إلا عن طريق الوصول إلى الحكم، ولهم في هذا طريقان: الأول الانقلاب العسكري والحصول على الحكم بالغلبة وهو ما تتبناه الجماعات الإرهابية المتطرفة، والطريق الثاني المشاركة السياسية التي تمهّد لأصحابها من خلال العملية الديموقراطية الوصول إلى حكم البلاد، وهم وإن لم يكونوا يؤمنوا بالديموقراطية كنظام حكم، إلا أنهم يتخذونها وسيلة مؤقتة للوصول إلى غايتهم، وهذا ما يتبعه فريق من أبناء الأحزاب الإسلامية السياسية البعيدة عن العنف والتطرف. وفي كلا الطريقتين ينازع الفريقان أهل الحكم حكمهم، ويقعون في صراعات لا متناهية مع أرباب السلطة، مما يجعلهم مطاردين ومهددين بالسجن أو القتل؛ لأن الكرسيّ دونه الرقاب.
وإذا نجح أحد الفريقين السابقين إما بالعنف أو بالديموقراطية، فهل يستطيع إيجاد مجتمع مسلم بمجرد وصوله للحكم؟ هل يقدر هؤلاء على إجبار الناس على تغيير أفكارهم وسلوكياتهم بالقوة أو بالقانون، وهل يصح هذا الإجبار؟ من خلال التجارب التي نعرفها جميعا حيث بعض الدول الإسلامية ادعت أنها تتبنى الشريعة منهجا لها، نجد كل تلك التجارب لم تكن موفقة، فبينما ترفع الدولة شعاراتها وتقاوم كل من يخالفها إلا أنك تجد أفراد الشعب أبعد ما يكونون عن تلك الشعارات. ومن العجيب أن تلحظ أنّ مفهوم الشريعة عند الفريقين يكاد يُختزل بإقامة الحدود ومنع الخمور وإيقاف الربا في عملة اختزال غير مقبولة للإسلام.
إن الطريق الصحيح للوصول إلى مجتمع إسلامي –فيما أرى-هو أن نبدأ بزرع العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الناس، والتي تنطلق من عبوديتهم لله، ووظيفتهم في عمارة الأرض رافعين راية العبودية، ، فتعزيز ارتباط الأفراد بالله وحده، وصدق يقينهم، هو الأساس الذي ستُبنى عليه سائر الأحكام. ثم يأتي دور إحياء الأخلاق الإسلامية بين الناس، من صدق وأمانة ووفاء، وغيرها. ومن ثم تعزيز ما سبق من خلال الدعوة إلى العبادات وإحيائها، فبها يزداد الإيمان وترتقي الأخلاق. وكل ما سبق جهد دعوي، لا يحتاج إلى سلطة، بل كل مسلم باستطاعته أن يمارسه من باب الدعوة إلى الله تعالى، دون أن ينازع صاحب سلطة أو نفوذ. هذه هي الطريق للوصول إلى المجتمع الإسلامي الذي نريد، إنه الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والله تعالى أعلم.

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/30 الساعة 00:16