الزميل العياصرة وبحكم معرفتي به شخصياً ومهنياً،كان بغنى عن هذا النداء،بعد تجربته الاعلامية، لسببين:
الأول : انه في موقع اعلامي، يعرف ان الاعلام الاردني وقف مع المنتخب مواقف لم يقفها مع اي منتخب وطني آخر،وكذلك الجمهور، فبالاضافة الى كونه منتخباً وطنياً،فإنه منتخب لعبة جماهيرية.
لا ننكر ان الاتحاد تعاون في مراحل فائتة مع الاعلام بما يخدم رسالة الطرفين،رغم التحفظ على بعض اشكال التعاون والانتقائية بين اعلاميين وآخرين،حتى صارت هناك فجوة قد تكون قابلة للتوسع في هذه المرحلة وما بعدها.
والثاني :يعرف الزميل العياصرة وغيره، انه عندما يصنع المنتخب النتائج المفرحة، فمن الطبيعي ان يظل الاعلام والجمهور وراءه، وعند تراجعه فمن حق الاعلام ان يسأل عن هذه الأسباب وينتقد ، ولكن الاتحاد لم يقف مع الاعلام عند هذه النقطة، بل العكس ما تزال عبارة التصيد تطلق على اصحاب المهنة، حتى لو ان اعلامياً واحداً اطلقها.
شخصياً، وفي الكتابة عن المنتخب، وتحديداً منذ توقفه عند ملحق كاس العالم 2014 كنت على قناعة ، ان المنتخب لن يستعيد مجده،بسبب سياسة الاتحاد سواء الادارية او الفنية وحتى الاعلامية، وليس بسبب اللاعبين.
ويمكن القول ان تخبط الاتحاد في الجانب الفني حيث تغيير المدربين والمجيء بأجهزة فاشلة وبكلف عالية،كان الطامة التي عصفت بالمنتخب وجعلته يتأهل متأخراً لنهائيات آسيا المقبلة، وعلى حساب منتخبات لا تليق بسمعة منتخبنا الفنية.
اما عن اللقاءات المباشرة مع المدير الفني جمال ابو عابد( قبل مغادرته)، والامين العام الحالي للاتحاد سيزار سوبر، فكانت وجهة نظري : اذا لم يتأهل المنتخب الى دور اكثر تقدماً في نهائيات آسيا التي تستضيفها الامارات 2019 اكثر مما حققه من قبل ،والبناء على هذا التقدم للتأهل لكاس العالم 2022 في قطر، فإن كل ما يتحدث به الاتحاد واجهزته الفنية والادارية والاعلامية هو شراء لوقت ضائع، واستهلاك اعلامي اقرب الى الاستخفاف بعقل الاعلام وعقل الجمهور، واجزم ان هذا هو الواقع.