مدار الساعة - قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن "بعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين استغلوا الضائقة المعيشية للتخريب لخدمة أعداء السودان، داعيا مواطنيه إلى التضافر مع بعضهم بعضا".
وفي أول ظهور علني منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد، اعتبر البشير، لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري باستاد ود الحداد بمحلية جنوب الجزيرة، اليوم الثلاثاء، وقوف واحتشاد الجماهير، اعتبره ردا على كل خائن وعميل وعلى الذين روجوا وأطلقوا الشائعات بالقبض عليه وسجنه قائلاً: "وأنا الآن موجود وسطكم"، متوعدا بملاحقتهم وإخراجهم، وذلك وفقا لوكالة الأنباء السودانية.
وجدد الرئيس السوداني، خلال كلمته، مضي الحكومة في إنفاذ مشروعات التنمية والإعمار لصالح المواطنين وإصلاح أحوالهم. ودعا أهل مواطني الجزيرة، الذين وصفهم بالمنتجين، للاتجاه للعمل وعدم الالتفات للخونة والعملاء ومناضلي الكيبورد.
وقال إن الحرب تشن تجاه السودان لتمسكه بدينه وعزته التي لا يبيعها بالقمح أو الدولار، مشيرا إلى استضافة السودان للاجئين وإيوائهم وتقديم الخدمات لهم.
يأتي ذلك ، تزامنا مع منع قوات الأمن السودانية محتجين من الوصول إلى القصر الرئاسي في الخرطوم. وقال مراسل "سبوتنيك" إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، لمنع المحتجين من التقدم نحو القصر الرئاسي في العاصمة السودانية.
وأشار المراسل إلى أن المحتجين كانوا يستهدفون الوصول للقصر الرئاسي، من أجل تقديم مذكرة تطالب برحيل الرئيس السوداني، عمر البشير، عن الحكم. وقال مراسل "سبوتنيك" عن الاحتجاجات التي خرجت ويقودها مهنيون إن "الشرطة والأمن تفرق تجمعات المحتجين باستخدام القنابل المسيلة للدموع"، لافتا إلى "وقوع مناوشات بين متظاهرين ورجال الشرطة بجوار مسجد الخرطوم الكبير".
ومنذ الأربعاء الماضي، تشهد مدن سودانية مظاهرات توسعت الخميس، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بحسب السلطات، فيما قالت المعارضة إن عدد القتلى بلغ 22 شخصا.
والسبت، اتسعت دائرة الاحتجاجات مع إعلان الرئاسة السودانية، مقتل عسكريين كانا يشاركان في المسيرات.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 60 جنيها مقابل الدولار الواحد.
وكان رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي، دعا الرئيس عمر البشير إلى قبول التغيير والاستماع إلى مطالب الاحتجاجات التي تجتاح عدة مدن سودانية منذ عدة أيام.
وامتدت التظاهرات، السبت الماضي، إلى مدينة الرهد غرب السودان وقام المحتجون بإضرام النار بمقر الحزب الحاكم، فيما حذرت السلطات السودانية من اللجوء إلى العنف والتخريب أثناء الاحتجاجات.
يأتي ذلك، فيما أقر مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية، صلاح قوش، بوجود ضائقة معيشية يعاني منها المواطن، مؤكدا أحقية المواطنين في رفضها، والتعبير عن ذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لن يتم التهاون مع مستخدمي العنف والتخريب. واتهم، الموساد الإسرائيلي بتجنيد عناصر من حركة "عبد الواحد نور"، كانوا في إسرائيل لإثارة الفوضى في السودان، وقال قوش للصحفيين: "رصدنا 280 عنصرا من الحركة.. وجنّد الموساد قسما منهم".(سبوتنيك)