انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

التفكير خارج الصندوق

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/24 الساعة 00:12
حجم الخط

كتاب من تأليف (ماري جوفاي)، ويتكون من أربعة أجزاء، بواحد وعشرين فصلا سطرت بـ (274) صفحة، الجزء الأول يناقش الطريق إلى اكتشاف الذات، حيث نعيش حياة روتينية، نظنّ أنها مثالية، فالأم تمضي يومها بين صنع الفطور والغداء والعشاء، وغسيل الأطباق والملابس، وتنظيف البيت، ورعاية الأولاد، وتدريسهم، وترتيب البيت، وهكذا تشغل ليلها ونهارها بشكل يومي، دون أن تجد وقتا لنفسها أو مهاراتها أو هواياتها، ولا تلبث أن تمضي ثلاثين سنة على هذه الحال، حتى يتزوج أولادها، ويرحلون بعيدا عنها، وتصبح وحيدة تنتظر هاتفا من أحدهم يذكّرها بوجودها، إنه صندوق المثالية التي يعيشه الإنسان، حيث كانت تفعل كل ما يحبه الآخرون دون أن تفكر فيما تحبه هي.
وفي الجزء الثاني يوضح الكتاب الصناديق المختلفة والمتعددة التي يحبس أحدنا فيها، مثل: صندوق الخوف، وصندوق العجز والإلزام، وصندوق الماضي، وصندوق الكمال، وصندوق إدمان العمل. ففي صندوق الخوف حيث يخاف بعض الناس من كل شيء جديد أو أي شيء غير مألوف، فيحبسون أنفسهم في روتين رهيب لا جديد فيه، وبعض الناس يعيش تجربة مضى عليها سنوات ولكنه لا يزال يعيش ظلالها، ويحبس نفسه فيها، لتترك أثرها على حياته، وكذلك صندوق الكمال، حيث يعتقد البعض أن أي شيء يقوم به ينبغي أن يكون مثاليا كاملة لا نقص فيه أبدا، وهذا الإنسان لا شك أنه يخالف طبيعة البشر، إذ لا يمكن للإنسان أن يصل للكمال في يوم من الأيام.
أما الجزء الثالث فيتحدث عن حبس النفس داخل صناديق الآخرين، حيث يكون بعض الناس أسيرا لتوقعات الناس، فحيث يتوقعون له أن يدرس الطب مثلا فعليه أن يحصّل معدّلا عاليا، يبقى هذا الإنسان يبذل طاقته وما زاد عليه، ليصل إلى توقعات الناس منه، حتى يصل لمرحلة الإرهاق، وينقلب الحلم السعيد إلى كابوس رهيب.
ومن خلال الجزء الرابع يتحدث الكتاب عن تحطيم جدران الصندوق، وعن الأسلحة اللازمة لذلك، والتي من أهمها إعادة اكتشاف الذات، وملاحظة ما يستخدمه الإنسان من كلمات، وتصورات، وما يقوم به من الالتزامات. فعلى صعيد الكلمات عليه أن يخرج من حياته الكلمات السلبية مثل: لا أستطيع لا أقدر، حاولت فلم أنجح، أما التصورات فليس لتصور الإنسان لنفسه ومكانه ومكانته حدٌّ ممكن أن يقف عنده، أما التزامات، فينبغي أن يتخلى عن بعضها، ولا يجعلها همه، فلن يضر الأم إذا لم تقم بكل ما تقوم به يوميا، ولن تخسر شيئا لو عوّدت أولادها على مساعدتها. على أحدنا أن يحبّ نفسه، ليحبه الآخرون، أما إن طلبنا حب الآخرين فقط، فسنخسر حبنا لأنفسنا ولن نكسب حبّ أحد.

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/24 الساعة 00:12