بناء قدرات الشباب في محور تعزيز المشاركة السياسية

بقلم: علي الجنيدي
ان الادارات الانتخابية حول العالم، غالبا ما تولي تركيزا كبيرا على زيادة المشاركة السياسية للشباب والمرأة وذلك من خلال ما يسمى بحملات التوعية والتثقيف بشراكة كبيرة مع الاعلام بكافة اشكاله المرئي والمقروء والمسموع، ضمن الفترات القانونية التحضيرية للعملية الانتخابية والتي تسبق يوم الاقتراع فقط، وذلك تحقيقا للمبادئ والممارسات الفضلى.

بالاطلاع على تجربة الاردن في هذا المجال، نجد بانه قد اصبح من الضروري تسليط الضوء عليها والعمل على تطويرها وتعميمها كتجربة فريدة لدول الجوار، حيث اكتسب الاردن الخبرات المتراكمة منذ العام 2012 في ادارة حملات التوعية والتثقيف لكن بأسلوب مختلف وهو مشاركة الشباب نفسهم في ادارة هذه الحملات، حيث تمثل ذلك من خلال الفرق التطوعية التي تشكلت لهذه الغاية او المسماة بالفرق الارشادية، والذي كان لهم الدور الكبير في توعية اقرانهم من الشباب(ذكورا واناثا) في كل مكان يتواجدون فيه (الجامعات، المدارس، اماكن تجمع الشباب في الملتقيات الشبابية، وحتى في الشوارع العامة)، اضافة الى دورهم الانساني الكبير يوم الاقتراع في ارشاد كبار السن وذوي الاعاقة لتمكينهم من ممارسة حقهم في الاقتراع.

اما حان الوقت للتفكير ببرامج بعيدة المدى لتنمية قدرات هؤلاء الشباب في فترات ما بعد الانتخابات مع عدم اقتصار هذا الدور على الادارة الانتخابية فقط، بل يجب على جميع المؤسسات المعنية بالشباب المشاركة في وضع برامج متخصصة تستهدف هذه الفئة، حتى يتم تدريبهم واعدادهم للفعاليات الانتخابية القادمة التي ستقود الى تنمية قدراتهم المعرفية والسياسية في الانتخابات، مع العلم بان كل هذه البرامج تصب في محور تعزيز مشاركة الشباب في الانتخابات بشكل خاص والحياة السياسية بشكل عام.

لابد من مشاهدة هؤلاء الشباب لا يقتصر دورهم على الارشاد وحملات التوعية والتثقيف فقط، بل نراهم كوادر مساندة تدير مراحل قبل، وخلال، وبعد الفعاليات الانتخابية المختلفة وذلك لما سيكتسبونه من خبرات متراكمة، فهذه هي الرؤى الملكية التي دائما ما تنظر للبناء والتطوير وفق اليات مدروسة ومنظمة وبعيدة المدى.