مدار الساعة - تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عبر مديرية شؤون الطلبة الوافدين، ضمن خطة تسويقية وتنفيذية، لاستقطاب طلبة عرب وأجانب؛ للالتحاق بالتعليم العالي بين 2017 إلى 2020؛ لاستقطاب 70 ألف طالب عربي وأجنبي، وبدخل متوقع بنحو ملياري دينار سنويا، ما يشكل 6.7 % من الناتج المحلي الإجمالي للعام الماضي.
وتشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسكو)، لوجود اكثر من 4 ملايين طالب في العالم، يدرسون خارج بلدانهم الأم، ويتوقع وصوله عام 2020 الى نحو 7 ملايين طالب وطالبة.
أما في الأردن؛ فوصل عدد الوافدين منهم في الجامعات الرسمية والخاصة العام الدراسي 2016 – 2017 الى 40598، وبلغ المجموع الكلي لأعدادهم 284599، ليشكلوا 14.2 %؛ أما نسبتهم في الجامعات: الرسمية 8.8 % والخاصة 29.9 %.
وتتصدر "الأردنية" الجامعات الرسمية بأعداد الطلبة الوافدين، ليصل فيها عددهم إلى (4911)؛ تليها "العلوم والتكنولوجيا" (4204)، "اليرموك" (2709)، "آل البيت" (1467)، "الهاشمية" (1222)، "مؤتة" (1142)، "البلقاء التطبيقية" (955)، "الألمانية الاردنية" (634)، "الحسين بن طلال" (60)، "الطفيلة التقنية" (26) طالبا وطالبة.
أما التخصصات الاكثر طلبا من الوافدين؛ فهي الصيدلة (6271)، الهندسة (5710)، التجارة والاعمال (5183) الطب (4238) الشريعة (3367)، العلوم الانسانية والآداب (2501)، العلوم التربوية وأعداد المعلمين (1997)، الرياضيات وعلوم الحاسوب (1970)، الحقوق (1386)، طب الاسنان (1139)، التمريض (1134)، هندسة العمارة (1044).
ومن أهم التطورات التي يمكن الاستفادة منها في استقطابهم، وفق خطة الوزارة بحسب ما افادت مصادر الوزارة فهي بالاستناد إلى تجارب أبرز دول العالم نجاحا: مأسسة استقطابهم، بإنشاء مجالس متخصصة لذلك، تطوير الجامعات للخطط والاستراتيجيات التسويقية قصيرة وطويلة الأمد، إنشاء وحدات ادارية متخصصة بالطلبة الوافدين.
كما تتطلب أيضا؛ الاستعانة بخبراء متخصصين، اهتمام الطلبة واولياء أمورهم باسم الجامعة وشهرتها وتصنيفها العالمي، انشاء مكاتب تمثل الجامعات في بعض الدول، استخدام التسويق الالكتروني في الاستقطاب، تطوير برامج التبادل والتجسير والدراسات المشتركة والدرجة المزدوجة، تطوير الموقع الالكترونية وتسهيل تصفحها.
ومن العوامل الجاذبة للطلبة الوافدين: نظام الساعات المعتمدة المتبع في التعليم الجامعي لأغلب التخصصات، اللغة الانجليزية (لغة التدريس في الكليات العلمية وبعض التخصصات)، كفاءة أعضاء هيئة التدريس، الواقع الأمني؛ حسن الضيافة والاستقبال.
كذلك نيل برامج اكاديمية اعتمادات من هيئات دولية، شراكات واتفاقيات اكاديمية، مشاريع بحثية بين مؤسسات ومراكز علمية مرموقة، سعي جامعات لنيل تصنيف عالمي متقدم، نيل اعضاء من الهيئات التدريسية والطلبة جوائز اقليمية وعالمية، تشارك مع جامعات أجنبية.
أما العوامل المعيقة للاستقطاب؛ فتتثمل بـ: ضعف ثقافة التوجه نحو التعليم الدولي لخلو خطط جامعات من البعد الدولي في التعليم، ضعف التوجه التسويقي نحو التعليم الدولي. مواجهة طلبة وافدين لمشاكل في اللغة؛ بخاصة ما يدرس بالعربية كالشريعة والدراسات الاسلامية، صعوبة العثور على الإقامة المناسبة.
كذلك عدم توافر السكن الملائم، الحساسية الثقافية في مناطق جغرافية، عدم الاعتراف بجامعات أردنية، بالذات في دول عربية وأجنبية، محدودية الطاقة الاستيعابية، والاعتماد على برامج مطلوبة دوليا، إجراءات الاقامة والدخول للوافدين، عدم توافر وثائق مطلوبة للقبول الجامعي، تعقيدات اجراءات المعادلة والمصادقة عليها من وزارة التربية والتعليم، التغيير المستمر في أسس ونسب القبول.
كما أن هذا القطاع -بحسب صادر الوزارة- واجه تحديات في استقطاب طلبة من دول الخليج العربية، لأن دولهم ارتقت بالتعليم العالي، ما زاد ابتعاثاتها الداخلية، فضلا عن ان هذه الدول تشترط لابتعاث طلبتها، ان تكون الجامعات من اعلى 500 جامعة في العالم، من حيث التصنيف او حتى من أعلى 200 جامعة في العالم.
وزارة التعليم العالي؛ عممت على الجامعات بأن لكل دولة خليجية، شروطا للابتعاث، ومنها: العالمية والتصنيف؛ فهذه الوزارة، لا تستطيع تصنيف أي جامعة ضمن اعلى 500، فهذا دور الجامعة نفسها.
ومن شروط التصنيف؛ وجود طلبة دوليين، إذ أصبح التعليم العالي يركز ضمن خططه الاستراتيجية للاستقطاب التشارك مع الجامعات الأعلى تصنيفا، لتساعد جامعاتنا في ان تصبح مثلها، وكذلك وجود أعضاء هيئة تدريس ذوي مستوى عال من خارج الأردن، بالاضافة الى حجم نسبة الطلبة الى اعضاء هيئة التدريس.
ونشرت الوزارة على موقعها "ادرس في الأردن"؛ ميزات كل جامعة ومنشوراتها، ومخاطبة السفارات الاردنية، للتعميم على جامعات العالم لاستقطاب طلبة.
كما ارسلت الوزارة ؛ الى الجهات الرسمية عبر السفارات العربية والاجنبية في الاردن، ما تقدمه من ميزات وشروط وتسهيلات، وسعي الوزارة لتوقيع اتفاقيات مع وزارات التعليم العالي العربية والاجنبية.
كما اصبح المستشارون الثقافيون العرب والأجانب شركاء في الترويج للدراسة في الاردن؛ فالعمود الفقري للعمل في هذا السياق؛ الجامعات ذاتها.
وبينت المصادر ان الوزارة "لا تستطيع العمل بدون الجامعات، والجامعات لا تستطيع العمل بدوننا لاننا نروج لها؛ بشرط تقديمها للرعاية ومكاتب للطلبة الوافدين، وقسر القبول والمعادلة فيها الى ثلاثة ايام، مؤكدة انه في حال عدم تعاون الجامعة مع الوزارة، فلن ننجح في استقطاب الوافدين، والاساس في الاستقطاب هو الجامعة".
وأشارت إلى انه لا يوجد دخل مباشر للتعليم العالي من الوافدين؛ فالرسوم تتقاضاها للشراكة معها؛ مشيرا إلى أن ما يدفعه طالب البرنامج الدولي من رسوم، تمكن الجامعة الرسمية من الإنفاق على 3 طلبة أردنيين ضمن البرنامج العادي.
وأوضحت أن "الوزارة لا تكتفى بالتواصل مع دول الخليج؛ فتواصلنا مع الملحقين الثقافيين الأجانب، والتقينا بهم في الوزارة، وقدمنا شرحا عن مميزات الجامعات، وسألناهم عن البرامج التي يحتاجونها ومنها اللغة العربية لغير الناطقين بها".
وقال المصدر "دعونا وزارة الداخلية لتسهيل اجراءات الدخول والإقامة، وهيئتي الاستثمار لتشجيع السياحة، وتنظيم برامج سياحية لنحو 40 الف طالب وافد للاردن، ما يفيد السياحة والاقتصاد.
واشار الى اننا تعرفنا خلال المديرية؛ إلى مواطن الضعف والقوة، في نطاق منافسة شديدة من دول الجوار، ومستوى الغلاء في الأردن، ووضع رسوم الساعات والاندماج للوافد في المجتمع، بالاضافة لجامعات في مراكز ذات تصنيفات عالمية متقدمة.
وقال المصدر؛ إن أفضل جهة للتعاون؛ وزارة الداخلية لتسهيل دخول وإقامة الطلبة الوافدين، وعليها المبادرة لمعرفة المطلوب منها بهذا الخصوص وتنفيذه، في نطاق مساعدة الوزارة والحفاظ على أمن الأردن والجامعات، خصوصا جامعات الأطراف.
وطالب الجامعات بإدراك مدى حاجتها للوزارة لاستقطاب الوافدين والتغلب على أي عوائق وزيادة أعداد الطلبة؛ إنشاء موقع الكتروني اسمه "ادرس في الأردن"، عمم على دول في العالم، وأصبح عدد مشاهديه أكثر من مليونين؛ والتواصل مع المستشارين الثقافيين لمعرفة مواطن الخلل، وعملية القبولات؛ إذ أن الرد النهائي على القبول، يتأخر أو يرفض بعد القبول المبدئي.
ولحل هذه المشكلة؛ أصبح هناك نافذة على الموقع للقبول المباشر، باختيار جامعة او تخصص، يبعث برسالة لضابط الارتباط في الجامعة، وبحمل صورة عن جواز سفره وشهادته، والحصول على رد خلال 3 ايام، كما جرت معالجة مشاكل معادلة مواد الطلبة التي كانت تستغرق وقتا طويلا، واصبحت الكترونيا.
كذلك بدأت الوزارة بتنظيم معارض؛ وهناك خطة لـ3 منها العام الحالي، وآخر اقيم في الكويت لاستهداف طلبة من الخليج وماليزيا ودول آسيا الوسطى، مشيرا للتواصل مع الجامعات، للتشاور والتشارك وتبادل الخبرات في خطط الاستقطاب، بالاضافة للتواصل مع الوزارات في دول عربية وأجنبية بهذا الشأن.
وعممت الوزارة على الجامعات بتجهيز مكاتب للوافدين، والتواصل لتطوير خطط وبرامج اكاديمية فيها؛ تواكب احتياجات الوافدين، وتحفيز الجامعات لانشاء شراكات مع جامعات مصنفة عالميا؛ وعبر مجلس التعليم العالي، والشراكة مع مكاتب خدمات جامعية بدلا من الاكتفاء بان يكون دورها محصورا بإرسال طلبتنا للخارج، وأن يجذب طلبة من الخارج للاردن، ضمن آلية تحفظ حق الطالب والجامعة والمكتب، فضلا عن التواصل مع السفارات العربية والاجنبية للتواصل مع خريجي الجامعات الاردنية من رعايا هذه الدول، فمثلا وزير التعليم العالي الماليزي خريج جامعة أردنية، وكذلك هوشيار زيباري وزير المالية الحالي في العراق.
وتتصدر فلسطين؛ قائمة الدول التي يدرس طلبتها في الأردن، تليها من حيث العدد: العراق، سورية، الكويت، قطر، ماليزيا، اليمن، مصر، عرب 48، السعودية، سلطنة عمان، البحرين، ويدرس في الأردن طلبة من 107 دول.(الغد)