مدار الساعة - بدعوة خاصة من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، حضرت صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن المعظمة، حفظها الله، رئيس الجمعية العلمية الملكية ورئيس مجلس امناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، حفل افتتاح النسخة الخامسة من قمة المعرفة التي اقيمت في دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم امارة دبي، والتي عقدت هذا العام تحت عنوان " الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة".
وبصفتها ضيف الشرف في القمة تم تخصيص جلسه حواريه خاصة بصاحبة السمو الملكي حملت عنوان " دور الحكومات في تمكين الشباب واقتصاد المعرفة" حيث تحدثت سموها في بداية الجلسة عن قصة تأسيس الجمعية العلمية الملكية والتي جاءت بتكليف من المغفور له جلالة الملك حسين بن طلال، طيب الله ثراه، الى اخيه صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، حفظه الله، في العام 1970، ومن ثم قيام الجمعية بانشاء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، وقد اشارت صاحبة السمو الى ان نجاح الجامعة جاء بفضل التركيز على النوعية وليس الكمية والتركيز الكبير على الاستثمار في عقول الشباب واستقطاب المواهب.
هذا واكدت سموها على اهمية الاستثمار في الشباب، جيل المستقبل، وعلى وجوب توفير البيئة الملائمة الحاضنه المحفزه لاطلاق ابداعاتهم، مشددة على ان هذه البيئة يجب ان تعمل على ازالة ازمة الثقة بين الشباب والحكومات وذلك من خلال وضع معايير ثابته وواضحه تندرج على الجميع دون محسوبيات، وترسخ الايمان بالقدرة على النجاح وتمحو ثقافة الفشل وتمنح الامل، وتعطيهم حرية التعبير عن اراءهم شريطة الارتكاز على الحقائق، وخصوصا بان الوطن العربي يمتلك من العقول والمواهب ما يمكنه من التقدم والازدهار، مشيرة الى ان العمل جار على اعداد شرعة اخلاقيات العلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية.
ودعت سموها الى الاهتمام والاستثمار في التعليم والى ضرورة التعاون ما بين الدول وخاصة التعاون ما بين الدول العربية، منوهة الى ان اي شعب لا يستطيع مواجهة التحديات التي تواجهنا بمفرده ولكن بالتعاون والتكامل وبتوطين العلوم والتكنولوجيا والمعرفة التي لا تؤثر فيها الحدود فان القدره على ايجاد الحلول الناجعة لتلك التحديات ستكون اسهل بكثير، مذكرة بأن هذا العام يصادف الذكرى السبعين لليوم العالمي للعلوم من اجل السلام والتنمية والذي تحتفل فيه كل عام منظمة اليونسكو، حيث تم الاحتفال به هذا العام تحت شعار " العلم حق من حقوق الانسان"، كما دعت سموها الى ضرورة العمل على الحد من هجرة العقول مشيرة الى ان هذه الهجره حالياُ سببها الصراعات والافتقار الى الثقة، بينما ستختلف اسبابها مستقبلاً حيث من المتوقع ان موضوع التغيير المناخي سيصبح من اكبر الاسباب وراء هذه الهجرات.
هذا وقد شاركت صاحبة السمو الملكي في جلسة حوارية اخرى حملت عنوان " الشباب قادة التغيير نحو اقتصاد المعرفة" والتي شارك فيها اضافة الى سموها وزير الثقافة والشباب الاردني محمد ابو رمان ووزيرالشباب والرياضه الماليزي سيد صديق، حيث اشارت سموها الى ان الشباب هم وقود الاقتصاد المعرفي وان الثقافة التكنولوجية والبيانات من اهم العناصر لتمكين جيل الشباب في زمن الذكاء الاصطناعي، مؤكدة ان المستقبل لشباب اليوم الذين يقدمون افضل صورة عن الانسانية وهم المستقبل الابداعي لامتنا العربية ضمن رحلتها المعرفية من النهضة الى التنوير.
ومن الجدير بالذكر بأن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تقوم بتنظيم قمة المعرفة كل عام والتي تهدف الى تعزيز مسارات نقل المعرفة والاسهام في بناء مجتمعات قائمة عليها، اضافة الى توفير منصه عالمية تجمع العقول المفكرة والخبراء والرواد والمعنيين بالمعرفة التي هي اساس بناء المجتمعات.