مدار الساعة - (أنتِ لها) الرصانة والجدية التي تبدو على محيا الأردنية ضياء العوايشة ترسخت في أذهان الأردنيين وحتى المشاهد العربي ،فهي معروفة بجديتها وحبها لعملها.
لكن قد لا يعلم البعض أن خلف هذا الهدوء انسانة نشمية وإعلامية ثائرة تناضل في سبيل القضية الابرز “الأردن الوطن الكبير بقيادته الهاشمية وبحبها لكل ذرة تراب في هذا الوطن وهي قضية يتفق عليها كل الأردنيين والأردنيات.
” دائما أقول القدر والرغبة والشغف في هذه المهنة كان كله متكامل مع بعضه” تضيف العوايشة.
انطلقت نجمتنا منذ طفولتها من مدينة السلط أو كما تحب أن تسميها “المدينة الذهبية” أحد أجمل مدن المملكة الهاشمي الأردنية.
وهنا تسترجع العوايشة في حوارها مع أنتِ لها شريطا من الذكريات التي نسجتها منذ طفولتها الممزوجة بحب وعشق البرامج التلفزيونية ومتابعة الشاشة.
وهنا تلتقط العوايشة فرصة مع الزمن للتذكر ما حملته لها رياح المستقبل ..
“كنت دائما أخذ ملابس والدتي وارتديها واقف امام المرآه وأحاول ان أتقمص دور المذيعة وهذا كله تطور واكتمل عند دخولي المدرسة وتوليت في المرحلة الثانوية مهمة تقديم الإذاعة المدرسية فشعرت أن الإذاعة المدرسية متنفس يعبر عما في داخلي اتجاه حبي للإعلام والعمل الإعلامي والتقديم في الإذاعة المدرسية ومعلماتي بدأن يقلن لي انني يجب ان ادخل كلية الاعلام”.
“وهناك دخلت بوابة هذه المؤسسة، دخلت الى بوابة هذا الحلم وبالصدفة وجدت عدد من الأساتذة الذين تواجدوا هناك منهم الأستاذة الإعلامية سوسن تفاحة واذكر الإعلامي بشار جرار وكان من ضمن اللجان المسؤولة عن اختيار المذيعين وعبرت لهم عن رغبتي في خوض التجربة وتم تحديد للالتحاق بالاختبار الذي على أساسه يتم الاختيار”. تابعت العوايشة.
وهنا كانت البداية … فبدأت اعمل وانا على مقاعد الدراسة في جامعة مؤته.
لم تكن طريق تجربة العوايشة في هذه المحطة الذهبية معبدة بالورود بدليل أنها كانت تسافر بين الكرك حيث توجد جامعة مؤتة العريقة وبين مدينة عمان من جهة وبين مؤسسة الإذاعة والتلفزيون من جهة أخرى لتطل على المشاهدين بما تعده لهم من وجبة إعلامية دسمة.
” كنت في سباق مع الزمن اجهز نفسي واخرج للتقديم وكان تحدي وذكريات لا تنسى مليئة بالاجتهاد”. تضيف العوايشة.
اسم الإعلامية العوايشة التصق في هذه الفترة بالبرامج الشبابية من قبيل “برلمان الشباب” و”حديث الشباب”.
“هذه البرامج التي اذكرها والاقرب الى قلبي والأكثر ايقاعا كان في بداياتي برنامج اصحابكم فكرتي واعدادي وتقديمي لهذا البرنامج الذي حصد مشاهدات كبيرة وهو تناول قضايا الشباب الحساسة والمهمة ضمن بعد اجتماعي وديني واقتصادي” تتذكر العوايشة.
وهنا تستدرك العوايشة مضيفة:” ولكن البدايات هي الأقرب لنفسي عندما كنت على مقاعد الدراسة ولكم ان تتخيلوا معنى أن تكوني طالبة في سنتها الثانية بجامعة مؤته والتحقت بزملائي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
ومن الواضح أن البرامج والجهود المميزة التي قدمتها العوايشة وضعتها في موقع متقدم مهم بين الإذاعات والمؤسسات الإعلامية الأردنية في هذه المرحلة بالذات.
ففي العام 2006 اوكلت الى العوايشة مهمة إدارة إذاعة (راديو صوت المدينة) واسعة الانتشار لتكون بذلك أصغر مدير لمحطة إعلامية في منطقة الشرق الأوسط في ذلك الوقت ما ترك أثرا كبيرا في مشوارها المهني .
تفصيلا لما سبق تقول العوايشة ” الإدارة في هذا العمر الشاب بالإضافة الى التقديم الإذاعي والتلفزيوني منح شخصيتي القوة وكنت المس التقدير والاحترام على مستوى الأردن الى جانب الثناء من خارج الأردن من الأصدقاء والزملاء في الوسط الإعلامي على هذه التجربة الفريدة.
وخلال تواجدها في راديو صوت المدينة، استثمرت العوايشة ثقافتها وابداعها لتضيف على المشهد أكثر البرامج جرأة في الاعلام الأردني وهو “ما عليكم مخبى” الذي يعالج العديد من القضايا الاجتماعية، كما تحقق الكثير من النجاح من خلال تقديم برنامج “صباح المدينة” المختص بشؤون المواطنين.
وتكشف العوايشة عن طرح اسمها في تلك الفترة لتولي إدارة إذاعة “فرح الناس” من قبل سمو الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة لكن التزامها في العمل كمديرة لإذاعة صوت المدينة حال دون ذلك.
وتؤكد العوايشة أن شهاد الأميرة كانت بمثابة محل فخر وثقة كبيرة بالنسبة لها.
” في بداية اللقاء قدمني وزير الخارجية ناصر جودة من خلال برنامج الجيش العربي الذي كنت اقدمه: فرد الملك بالقول: بعرف …”
” كلمة بعرف بحد ذاتها جعلتني اشعر بفرح فوق الوصف”. تقول العوايشة.
وتتابع : ” سيدنا شخص متابع ويعلم كل صغيرة وكبيرة في الوسط الإعلامي وقد عامل في ذلك اللقاء كل الإعلاميين والصحفيين بشكل متساو لكن النقطة الفاصلة كانت عندما شهد لي بحضوري من خلال برنامج الجيش العربي حيث كانت نظرة الملك لي نظرة فرح واعتزاز كفتاة أردنية”.
وتشير العوايشة في هذا الصدد الى تجربة من نوع اخر في مسيرتها الإعلامية من خلال العمل مع مديرية التوجيه المعنوي المؤسسة العسكرية الكبيرة .
“لم يكن سهل بالنسبة لي كفتاة اردنية ان التحق بهذا العمل الذي يتابعه جلالة الملك عبدالله الثاني ويحظى بتقديره واهتمامه بما يتطلبه من زيارة كافة الوحدات والكتائب العسكرية التابعة للجيش العربي الأردني وأن أرى النشامى في مواقعهم وأن أحمل السلاح وأن أزور أكثر المناطق حساسية لأنقل صورة الهيبة الأردنية من خلال الجيش العربي الأردني حيث كانت هذه التجربة مفصلية في حياتي” تضيف العوايشة.
وفي ذات اللقاء أوصلت العوايشة رسالة وازنة للملك ترد على المشككين من الزملاء الذي حضروا اللقاء وانتقدوا اداء التلفزيون الأردني ونتاجه ومشاهدته من قبل الشارع الاردني.
وفي هذا الإطار قالت العوايشة لجلالة الملك حينها “سيدي ان ما يقال امامك هو اشاعة اكثر من كونه حقيقة حبذا لو الاشخاص الذي ينتقدون اداء التلفزيون الاردني وانه غير مشاهد من النقد اللاذع يقدمون لنا بذات السوية حجم اكبر من الخطط التي يمكن أن يستنار بها للتطوير.
فكما تعلمون الان فضاء الإعلام بات كبيرا ومتسعا خصوصا مع وجود التطور الذي نشهده على مستوى “السوشيال ميديا” لم تعد فقط القنوات التلفزيونية الإخبارية او القنوات العربية المتنوعة هي المتنفس الوحيد لنقل المعلومة الصوت والصورة بل أصبحت “السوشيال ميديا” منافس قوي ما أعطاها السيطرة وتأثيرا أكبر في نقل الصورة والحقيقة من وسائل الاعلام المختلفة.
بالنسبة للإعلامية ضياء العوايشة فإن الطموح يتحقق بالإرادة والعزيمة فهي تنظر الى هذه المسألة بعين الأمل والتفاؤل بعيدا عن النظرة السوداوية في تقييم الأشياء.
“اؤمن بالأمور النسبية نوعا ما ولكن الواقع يجب ان يرتبط بالطموح، انت تنظر الى الشيء دائما بتفاؤل وعملت كما ذكرت سالفا في عمر صغير بمجال الاعلام وطموحي وشغفي ان احقق شيء في هذا المجال الذي اخترته واحببته ودعم عائلتي للوصول اليه كان مهما وحيويا” تؤكد العوايشة.
“العمل الميداني تقوم به المرأة والرجل، فقد خضت تجربة العمل الميداني كغيري من الزملاء عملت بالبداية مراسله لقناة – التلفزة المغربية (rtm) ومن ثم قناة النيل للأخبار.
“كنا ننقل الرسائل فيما يخص الزيارات الفلسطينية الى عمان والقضايا التي كانت تهم الشأن الفلسطيني ولكن لا زلت اذكر اللحظة الأخيرة التي جاء فيها الرئيس الراحل ياسرعرفات لمطار الملكة علياء الدولي ولحظة ظهوره من الطائرة كان كعادته واسلوبه والتلويح بيده لكافة الصحفيين الموجودين في المطار, وكان يظهر عليه اثار الاعياء والتعب فكنت أرى اكثر الزملاء الصحفيين والدموع تنهمر من عيونهم فكانت من اللقاءات واللحظات التي لا تنسى”. تتذكر العوايشة.
وعند هذه النقطة تؤكد العوايشة أن العمل الميداني يعني نقل الواقع كما هو والرسالة الحقيقية من قلب الحدث.
ووفقا للعوايشة فإن الأردن تحمل الكثير من الازمات وبالتالي بات لزاما على الصحفيين والإعلاميين أن يلتفوا حول القيادة الهاشمية وحول وطنهم في ظل ما يحيط به من ظروف في الدول الشقيقة.
في المقابل تعتقد العوايشة أن بعض الخيارات في عدد من المواقع لم تكن موفقة.
وتضيف:”أنا مع ان تصل المرأة الى مواقع صنع القرار، لكن من هي المرأة وما هو الثقل والثقافة والحضور الذي تتمتع فيه حتى تستطيع ان تصل الى هذا الموقع كما هو الحال بالنسبة للرجل.”
“فكما يجب أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب فإنني أرى بضرورة وضع المرأة المناسبة في المكان المناسب وطالما استطاعت المرأة الوصول الى مرحلة صنع القرار فيجب ان تكون على قدر المسؤولية” تؤكد العوايشة.
ولكن لربما كان هذا ممكنا لو ما زلت بالأردن ولربما تحمل معاني كثيره، مهنتي كإعلاميه من وجهة نظري أقوى من المشاركة في العملية السياسية لأنني ارصد الحقيقة واقف عند المشهد واقرأ واقوم بتحليل المشهد ثم تقديمه للمشاهد سواء عبر صفحتي على “السوشيال ميديا” سواء في “فيس بوك” و”الانستغرام” و”تويتر” او من خلال عملي السابق في المؤسسات الإعلامية.
النتيجة والمحصلة النهائية العدائية وانا انسانه ضد العدائية وعملت في عدة أماكن وكنت اتجنب الخوض في خلاف. اختتمت العوايشة حوارها مع أنتِ لها