أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

صناعة بشرية بامتياز

مدار الساعة,مقالات مختارة,وسائل التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

حين تدقق في نسختي الدعاء، سواء أكانت دينية أو سياسية، تكتشف بأنهما مغشوشتان أحياناً، فالله تعالى أمرنا بالدعاء ووعدنا بالنصر، ليس باعتبارنا مسلمين فقط، ولا مظلومين أيضاً، وانما قرن الأمر والوعظ بشروط «العمل» والحركة وبذل الجهد والقيام بالواجب، فالوعد «بالنصر» مثلاً ليس شيكاً على بياض يعبئه المسلمون متى شاءوا ومتى أرادوا، واما هو «شيك» يحتاج الى رصيد يملؤونه هم بالعمل والتعب والاخلاص، وعندئذ يمكن ان يسحبوا منه، وقديماً قال علي بن أبي طالب للرجل الذي اشتكى اليه مرض ناقته بالجرب، وأخبره بأنه لم يمل من الدعاء لها بالشفاء: «هلا جعلت من دعائك شيئاً من القطران».

اذا تجاوزنا دعاء مولانا الإمام، فان دعاء مولانا «السياسي» يحتاج ايضا الى «شيء من القطران»، ولدينا في العمل السياسي اصناف متعددة من «القطران»، خذ مثلا صنف المساءلة، وصنف المحاسبة، وصنف الرقابة الحقيقية، والتشريع الصحيح، والنظافة السياسية، وتمثيل ارادة الناس ومطالبهم بعيدا عن منطق الحسابات الشخصية.. وغيرها.

وهذه الاصناف من «القطران» موجودة ايضا لدى المجتمع الذي ينتظر «الفرج» دون ان يفعل ما تقتضيه لحظة ولادة «الفرج»، ومن السذاجة (آسف) ان يتصور أحدنا بأن السماء تمطر «اصلاحا»، وبأن الدعاء وحده سيكشف «ملفات» الفاسدين، وسيرفع الغلاء وينهي «الوباء» لأن ذلك لا يتحقق الا بارادة البشر أولاً، وبحركة المجتمع نحو اصلاح نفسه واخلاقه ثانيا، فاذا ما نهض الناس بهذه المهمة، وتوافقت افعالهم مع قوانين الكون الحاكمة التي لا تحابي بشراً – مهما كان دينهم – على حساب بشر آخرين، تلاقت ارادة الارض مع وعد السماء، وتطابقت ارادة الاستجابة مع ارادة الطلب والدعاء.

الدستور

مدار الساعة ـ