مدار الساعة - وصف فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان)، علاقة بلاد بتركيا بـ"التاريخية والمميزة"، وأن هذه العلاقات "لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية".
وأكد الفايز أن "تركيا دولة متقدمة جداً اقتصادياً ونستطيع أن نتعلم من تجربتها"
جاء ذلك خلال لقاء مع الأناضول بمقره بمجلس الأعيان، وسط العاصمة عمان.
وتناول المسؤول الأردني، في حديثه، القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، ومشاركته في قمة البوسفور المقررة في إسطنبول، الإثنين القادم.
**العلاقات الأردنية التركية
وقال القايز إن "تركيا دولة إقليمية مهمة جداً، تلعب دوراً سياسياً مهمًا في الإقليم وما يدور فيه، ونحن دائما نتطلع إلى بناء علاقات أقوى معها على المستوى السياسي أو الاقتصادي".
وأشار إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة ولقائه بالملك عبد الله، في أغسطس/ آب من العام الماضي، ونتائجها المثمرة.
وبين أن "تركيا دولة متقدمة جداً اقتصادياً ونستطيع أن نتعلم من تجربتها في كثير من المجالات، ويجب أن يكون هناك تواصلًا دائمًا بين القطاع الخاص في البلدين، لتطوير العلاقة للأفضل".
كما أكد الفايز ضرورة التنسيق الدائم مع تركيا في المجال الاقتصادي تحديدًا، وموضوع اللاجئين السوريين وزيادة حجم الاستثمارات التركية في الأردن.
** قمة البوسفور
"مناقشة مختلف الصراعات والأزمات التي تمر بها المنطقة، موضوع العنف والكراهية ، وكيفية قبول الرأي والرأي الآخر، هي أيضاً ما سيتم مناقشته في القمة"، الفايز مضيفاً.
ولفت إلى أهمية "أن يكون المجتمع الإنساني خال من العنف والكراهية، بالتعاون ما بين دول أوروبا ومنطقتنا، وأعتقد أن هذا المؤتمر على قدر كبير من الأهمية".
وتستضيف إسطنبول "قمة البوسفور التاسعة"، خلال الفترة بين 26 و28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحضور ألفي مشارك من 80 دولة.
وتنطلق القمة التي تنظمها منصة التعاون الدولي (UiP-ICP)، تحت عنوان "مواصلة السلام والتنمية من أجل الجميع"، وفق بيان للقمة.
ويشارك في القمة ألفي شخص بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء سابقين ورجال فكر ونشطاء حقوقيين، ورجال أعمال.
**القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية اعتبر الفايز أنه "في ظل التعنت الإسرائيلي لا يمكن أن يكون هناك تقدمًا في مفاوضات الحل النهائي".
واستدرك، في السياق ذاته، "لكن يجب أن يكون هناك ضغطًا على إسرائيل من قبل الدول العظمى ومن ضمنها الولايات المتحدة".
وعما يعرف بـ"صفقة القرن"، أوضح "نحن معنيون بما يرضي الشعب الفلسطيني وهذا هو الأهم، إذا قبل الفلسطينيون بالحل نحن سنقبل بالحل وإذا لم يقبلوا فلن نقبل".
و”صفقة القرن” هي خطة تعمل عليها واشنطن، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، لا سيما فيما يخص وضع القدس واللاجئين.
ومضى الفايز "هذه القضية هي قضية الشعب الفلسطيني ، نعم هي قضية كل المسلمين والعرب لكن هم الأولى بقضيتهم ويجب أن يكون هناك حل شامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة".
ونوه: "لا يمكن أن نتخلى عن القدس، فهي عزيزة على قلب كل عربي ومسلم، ولا يمكن أن يكون هناك حل بدونها".
ولفت أن الملك عبد الله الثاني، "يطرح دائما حل الدولتين القائم على دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة على كامل حدود عام 1967".
وزاد: "إذا لم تقم هذه الدولة لن يكون هناك حل سلمي، لا يمكن أن نقبل بما يطرحه الإسرائيليون الآن، ثوابتنا تجاه القضية الفلسطينية والقدس واضحة".
وشدد على أن "الملك لا يمكن أن يتنازل عن القدس ، وموضوع الوصاية الهاشمية مهم جدا، هناك علاقة روحية بين الملوك الهاشميين والقدس".
وأردف "القدس وقيام الدولة الفلسطينية في حدود 1967 خط أحمر، لا يمكن أن يكون هناك حل إلا ما يرضي الشعب الفلسطيني".
والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة منذ أبريل/نيسان 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى وقبول حل الدولتين.
واعتبر الفايز أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة من نقل السفارة وإغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية "عمل ممنهج لتصفية القضية الفلسطينية ولكن لا أحد يستطيع ذلك".
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني صلب ولديه إرادة ولا يمكن أن يقبل بشيء لا يعيد حقوقه المشروعة، ودائماً يقدم الشهداء في سبيل فلسطين".
"لا يمكن أن تحل الأزمة السورية إلا باتفاق الدول العظمى ودول الإقليم"، عبارة استهل بها الفايز حديثه عن الأزمة السورية.
وأوضح: نحتاج إلى توافق على هذا الحل،إذا لم يحدث اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة ودول الإقليم لن يكون هناك حل للأزمة السورية.
ورغم تشديده على ضرورة الحل، إلا أن الفايز، لم يخف تعقد الأمور في سوريا "فنصف شعبها مهجر إما داخل أو الخارج ،أيضاً التركيبة الاجتماعية معقدة جدًا".
وطالب الفايز بإطلاق مرحلة انتقالية في سوريا يليها انتخابات، مؤكدًا عدم إمكانية إجراء الانتخابات في الوقت الحالي.
ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، سعت عدة مبادرات عربية ودولية للتوصل إلى حل سلمي للصراع، لكن جميعها فشلت في إنهاء الأزمة.
الاناضزل