أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

في رؤوس الجبال لنصب خيمة!!

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

اتذكر في شتاء سنة من السنوات والشىء بالشىء يذكر ان زارني صديق لي من دولة اجنبية، وعندما توجهنا لتناول طعام الغداء بدأت السماء ترعد وتزبد وما هي الا لحظات حتى جادت علينا بقطرات متفرقة من الماء اعقبها هطول من الزخات ثم اسقطت كل حملها حتى غرقت الارض بما حملت، لتغطي البطاح والوديان بسيل عرم يحضن كل ما يجده في طريقه كعاشق ولهان يجرف البلاد والعباد ولا يستثني الشجر والنبات، حتى وصلت المياه الى الذقون وصرخت الولدان والشيوخ وهي تغرق في اتون الموج وهيجانه تتلمس قشة للنجاة حيث لا مغيث ولا مستجيب ولا قناة تصريف وكأننا نعيش طوفان نوح ولكن بلا سفينة او مجداف.

وكنا قد اعتلينا مكانا عاليا لا تصله المياه وقد بان على وجه صديقي الخوف والتوتر من هول ما شاهد غرابة وعجبا من تخلف الانقاذ والقائمين على الامر يحتمون في ابراج من عاج.

وفي اليوم التالي وبعد ان اختفت السحب وعادت السماء لصفائها؛ أردت ان ارفه عن نفسه وان انسيه عجزنا وضعفنا وعدم جاهزيتنا في مواجهة كوارث الطبيعة والهوان. فاصطحبته الى مدينة البترا، وقد انفرجت اساريره لروعة وعظمة المكان كانه لم يشاهد مثله حتى في الاحلام، فقلت في نفسي لقد نلنا المرام ومسحنا من ذاكرته جزءاً من هول المصاب، ولكن الحظ ابى الا ان يعاندنا حيث حدث ما لا يحمد عقباه حين صهل الحصان الذي يركبه وارتفعت قدماه الاماميتان فوقع صديقي ارضا والتوت ذراعه فاخذه الالم مكان الجمال، وعندما زرته في بلده بعد فترة من الزمان سألته اذا كان يريد ان يزورني ثانية فضحك عاليا وقال لي عفوا ولكن قد تكون (الثالثة نابتة) والله سلم.

مدار الساعة ـ