مدار الساعة - في اطار اللقاءات التشاورية التي تعقدها الحكومة بشأن اولويات عملها للعامين المقبلين التقى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اليوم الأربعاء، رئيس مجلس النقباء الدكتور ابراهيم الطراونة ورؤساء النقابات المهنية.
واكد رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة ومجموعة من الوزراء ان الحكومة تعمل خلال الفترة الحالية على بلورة اولويات الحكومة للعامين 2019 و 2020 وفق منهجية عمل تركز على وضع الاولويات التي تمس حياة المواطنين واحداث الفرق في نوعية ومستوى الخدمات المقدمة لهم.
ولفت الى ان هذه الاولويات ستتضمن مشاريع محددة لها مخصصات في الموازنة العامة التي ستعمل الحكومة على اعدادها خلال الاسبوعين المقبلين وسيكون هناك مؤشرات للقياس وفق جدول زمني محدد.
واكد الرزاز ان هذه الاولويات تندرج وتتناغم مع التوجيهات الملكية السامية التي تضمنها كتاب التكليف الملكي السامي بالتركيز على دولة القانون ودولة الانتاج ودولة التكافل والتي تصب جميعها في مفهوم "دولة الإنسان " وتشكل الانطلاقة والعمود الفقري لمشروع النهضة الوطني.
ولفت الى ايمان الحكومة بالشراكة مع النقابات المهنية باعتبارها بيوت خبرة والحرص على اخذ تغذية راجعة منها بشأن اولويات عمل الحكومة التي اكد انها لن تكون قائمة تمنيات وستكون قابلة للتطبيق والقياس والمساءلة في حال عدم تنفيذها.
واستعرض رئيس الوزراء العناوين الرئيسية التي يتضمنها كل محور، ففي محور دولة القانون ستمضي الحكومة في تنمية الحياة السياسية وصون الحريات العامة وزيادة مشاركة المواطنين في الحياة العامّة.
وفي محور دولة الإنتاج، ستعمل على تحقيق الاستقرار الكلي للاقتصاد وتوفير 30 ألف فرصة عمل اضافية للأردنيين والاستمرار بضبط النفقات والنهوض بالقطاعات الاقتصادية التي يمتلك الاردن فيها قيمة اضافية وتنافسية.
وفي محور دولة التكافل سيتم التركيز على الحماية الاجتماعية وتحسين مستوى الخدمات العامة من صحة وتعليم ونقل .
واشار رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز الى اهمية استمرار التواصل بين مجلس الاعيان والحكومة، لبحث مجمل التحديات التي تواجه الوطن، والعمل بروح الفريق الواحد لمعالجتها، خاصة فيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية، واهمها معالجة مشكلتي الفقر والبطالة، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، مؤكدا ان أية اصلاحات اقتصادية ومالية، يجب ان لا تؤثر على حياة المواطن المعيشية.
وقال ان المواطن يواجه حياة معيشية صعبة، ما يتطلب البدء الفوري بمعالجات سريعة واقعية لهذه المشاكل، معربا عن امله بان تركز الموازنة الدولة على معالجة التحديات المالية، واحداث التنمية الاقتصادية الحقيقية، تحديدا في المحافظات والاطراف، لافتا الى ان الظروف والتحديات الراهنة تحتاج الى توحيد الجهود، والتشاركية الحقيقية لمواجهتها انطلاقا من المسؤولية الوطنية.
واضاف ان خطبة العرش، التي افتتح بها جلالة الملك اعمال مجلس الامة، ركزت على ثلاثة محاور اساسية، وهي ان الاردن دولة قانون حازمة وعادلة، ودولة انتاج واقتصاد منيع، في نمو مستمر يتميز بالانفتاح والمرونة، وخدمات اساسية متميزة تقدم للمواطنين خاصة في مجالات النقل العام والصحة والتعليم، وتنفيذ هذه الرؤى الملكية يتطلب جهدا كبيرا وخططا وبرامج مدروسة.
من جهته قال رئيس مجلس النقباء / نقيب اطباء الاسنان الدكتور ابراهيم الطراونة: نحن في النقابات المهنية مثلما نمتلك جرأة النقد البناء لمصلحة الوطن، نمتلك ايضا جرأة الشكر لرئيس الوزراء والحكومة على هذه اللقاءات الهادفة الى اشراك الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية.
واعرب عن قناعته بانه في مثل هذه الظروف التي يمر بها الوطن فإن الحكومة وحدها لا تستطيع حل جميع المشاكل، ما يتطلب من جميع المؤسسات الوطنية المساهمة في بلورة الحلول. ولفت الدكتور الطراونة الى ان النقابات قررت عدم الحديث بالمشاكل والتحديات التي تواجه النقابات في هذا اللقاء، وتأجيل الحديث فيها للقاء آخر واكتفاء بالحديث بالشأن العام والتحديات التي تواجه الوطن، مؤكدا ان النقابات القوية التي تقدم خدمات نوعية لمنتسبيها هي داعم ورديف للحكومة والوطن.
وتحدث رؤساء النقابات المهنية حيث قدموا وجهات نظرهم تجاه التحديات التي تواجه الوطن، مؤكدين اهمية المضي قدما بتعزيز مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي واعطاء اولوية للإصلاح الاداري وتطويره.
كما اكدوا اهمية تعزيز سيادة القانون والنزاهة ومحاربة الفساد ومعالجة الظواهر السلبية والخطرة على المجتمع مثل الواسطة والمحسوبية والمخدرات.(بترا)