مدار الساعة - قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، إن فوز جلالة الملك عبد الله الثاني بجائزة تمبلتون للعام 2018، يعد تكريماً لكل الأردنيين الذي اتخذوا من التسامح والوئام والاعتدال نهجاً في حياتهم وفي نظرتهم للآخر، امتثالاً لتعاليم الإسلام السمح الذي رسخ فينا مفاهيم الحوار وتقبل الآخر.
وأضاف الطراونة في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم الأربعاء، يأتي هذا التكريم في وقت تحل ذكرى ميلاد الراحل الحسين طيب الله ثراه، وكأن ذكراه العطرة تأبى إلا أن تأتينا محملة بالعطاء والخير، وهي السمات التي شهدنا جميعاً للحسين بها، حيث كان الملك الباني يزرع فينا قيم الإخلاص في البناء والإنجاز، واليوم يسير على دربه جلالة الملك عبد الله الثاني، ليكمل المسيرة واثقاً بشعبه الذي بقي على الدوام الوفي لعرشه المصون.
وتابع الطراونة: نعبر في مجلس النواب عن فخرنا واعتزازنا بجلالة الملك عبد الله الثاني، حيث إن تسلمه اليوم لجائزة تمبلتون، يعكس مدى الثقة والاحترام التي يوليها المجتمع الدولي للأردن، وهي تعبير صادق عن الجهود التي قادها جلالة الملك لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية. وأكد أن الاعتراف والإشادة الدولية بجهود جلالة الملك كأحد أهم القادة السياسيين على مستوى العالم في الوقت الحالي الذي يعمل على تحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية وبين اتباع الدين الإسلامي وباقي الأديان في العالم، يدلل على أن نهج الاعتدال والوسطية وتقبل الآخر هو المسار الحقيقي الذي دعانا إليه الإسلام السمح، وليس مسار الوحشية واستهداف الأبرياء الذي حاول خوارج العصر إلصاقه زوراً وبهتاناً بديننا الحنيف.
وأضاف رئيس مجلس النواب إن هذا التكريم يجيء بعد سنوات من الجهود التي قادها الأردن في الحرب على الإرهاب، وبعد مبادرات عدة أطلقها ورعاها جلالة الملك لإظهار الصورة السمحة للإسلام الذي يتقبل الآخر ولا يرفضه لمجرد رأيه، وعليه كُنا مؤمنين دوماً كما عبر جلالة الملك لدى تسلمه الجائزة، بأن الجهاد الأكبر لا يمت بصلة إلى الكذب المليء بالكراهية، والذي يفتريه الخوارج، وإنما الجهاد الأكبر هو الصراع الداخلي للتغلب على حب الذات والغرور، وهو الصراع الذي نتشارك فيه جميعاً سعياً لعالم ينعم بالسلام والوئام والمحبة.
وختم الطراونة: "هذا هو الأردن القوي الراسخ بقيادته وشعبه وأجهزته ومؤسساته، يبرهن للعالم كله، أن صوت الباطل خافت مهما أحدث ضجيجا، وأن صوت الحكمة والاعتدال سيبقى عالياً وأكثر تأثيراً، فلا أصدق ولا أنبل من تعاليم الإسلام التي اتبعناها نهجاً في تعاملنا مع الآخرين والداعية إلى الإحسان والرحمة والتسامح ورفض التطرف وتصيد الأخطاء والمغالاة".