أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

نورهان نجم.. مالكة مدارس فكتوريا.. ليتكم تعلمون

مدار الساعة,مقالات,وزارة التربية والتعليم,البحر الميت
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د. حمزه عبد الرحيم الخوالدة

عملاََ بقول الله تعالى :" وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"

وقوله تعالى :"سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ"

أكتب لكم هذه الكلمات، لأقول شهادة حق لله ثم للتاريخ بحق السيدة الفاضلة "نورهان نجم " مالكة مدارس فكتوريا أضعها بين أيديكم، لتحركوا بها شفاهكم، وتلهجو بالدعاء لربكم.

#بعنوان (ليتكم تعلمون).

ليتكم تعلمون... أنها جاءت إلى الأردن مع زوجها قبل أربعين سنة حيث أنه دبلوماسي سابق، ولم تخرج من الأردن إلى يومنا هذا ...

ليتكم تعلمون... أنها أنجبت أولادها (طلال، وإسراء، وأسماء، (والشهيدة ياسمين) في الوطن الحبيب ويعرفون عن الأردن أكثر من معرفتهم عن بلدهم الأصلي العراق....

ليتكم تعلمون... أنها عملت مدرساً للغة الإنجليزية في المدارس الحكومية، ثم انتقلت للعمل في القطاع الخاص منها مدارس ( راهبات الوردية، ومدارس ثيذوروس، ومدارس المنهل...)

ليتكم تعلمون...أنها كانت تقوم بتدريس طلبة التوجيهي في بيتها بالمجان لمن لا يستطيع التسجيل في المراكز الخاصة...

ليتكم تعلمون... أنها درست عدد من أطفال المبرات ودور الرعاية ( sos ) في آخر ثلاث سنوات بدون مقابل شعوراً منها بواجبها الإنساني...

ليتكم تعلمون... أنها تعالج بعض المرضى الذين يعانون على حسابها ومن خير الله عليها...

ليتكم تعلمون... أنها عند دخول شهر رمضان الكريم تحضر سيدة تقوم بإعداد الطعام وتقوم بتوزيعه على الأسر المستورة طيلة أيام الشهر الفضيل...

ليتكم تعلمون... أن مدرستها يعمل فيها ما يزيد على خمسين موظفاً بين معلم، وإداري، ومستخدم جلهم أردنيون...

ليتكم تعلمون رفضها لدخول الطلاب والطالبات إلى صفوفهم قبل أن يقفوا للعلم وينشدوا النشيد الوطني...

عملت معها في مدرستها عدة سنوات، لم أغضب منها يوماً، ولم تقصر في حقي أبداً، عرفت عنها الكثير، وما قلته في حقها قليل، لم أجامل أو أنافق، ولا أبتغي حمداً ولا شكوراََ، ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.

فك الله أسرها، وردها سالمةََ إلى بيتها وأسرتها، وكلنا ثقة بقضائنا العادل والنزيه أن ينصفها.

فهي مالكة المدرسة وليست المديرة ولا تحمل أي صفة إدارية، بحسب القانون والنظام المعمول به في وزارة التربية والتعليم.

وهل يعقل أن نعاقب على القضاء والقدر، الذي نؤمن أنه من أركان الإيمان بالله تعالى...؟!

وما أشبه الأمس باليوم، فالذي حصل في البحر الميت من سيول وأمطار، هو أشبه تماماً بالسيول التي اجتاحت البترا وضبعة ومليح، وراح ضحيتها عدد من الشهداء الذين لا نملك لهم إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة، والشفاء للجرحى، والصبر والسلوان لذويهم.

قلت هذه الكلمات لعلي أكون ممن قال عنهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا أخبِرُكم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشَهادتِه قبل أن يُسأَلَها).

مدار الساعة ـ