انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

زيد الحديثات وبناته.. القطاف الأخير والحرب الأخيرة

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/10 الساعة 21:58
حجم الخط

مدار الساعة - كتب :عبدالحافظ الهروط - نؤمن بالقضاء والقدر وان "كل نفس ذائقة الموت" ولكن الفراق موجع ومؤلم، وان هذه الأزمات التي تداهم الاردن والاردنيين،وغيرها من احداث، ما كانت في عمق مصائبها تلهم هذه الأرواح البريئة بهذه الاعداد، لو ان الحكومة واجهزة الدولة عامة تأخذ بالأسباب وتتعظ.

وحتى لا يخرج علينا صاحب فتوى، فيقول ان الموت مقدّر وان الأجل محدد، فإننا نقول: ان تزايد الضحايا لا يعني الذين فارقوا الحياة، فحسب، فالضحايا الأبناء والآباء والأمهات الأحياء، مثلما هم المصابون والذين يكابدون مرّ العيش وقد فقدوا ابصارهم او أي جزء من اجسادهم.

وهذا سؤال نطرحه على الحكومة: كم هي الاعداد في سجلاتها الذين لا اطراف لهم ولا ابصار ولا سمع، ويتلقون المساعدة وبمختلف اشكالها، ومن أي مؤسسة او من عباد الله الصالحين، جراء فشل الحكومات والتقصير الحكومي، الا من اجهزة اخذت على عاتقها التعامل مع هذه الاحداث وتلك،بحكم مسؤوليتها ومتى تلقت الأوامر؟

مرة ثانية يفيق الاردنيون على فاجعة "الغرق" خلال ايام، بعد ان فجعنا بضحايا البحر الميت، فقد جاءت فاجعة "الوالة" و"ضبعة" لتؤكد ان الحكومة الحالية سادرة في فشلها،فالضحايا الذين غرقوا،لم يكونوا في نزهة سياحية الى اطراف البحر،فحدث الطوفان! او في زيارة الى مطعم او فندق فحدث التسمم.

الفاجعة التي المتّ بعائلة المرحوم زيد حرب الحديثات، لا نريد ان نعزلها عن كل فاجعة عائلة بفقيدها وشهيدها، لا في مثل هذه الحوادث ولا غيرها من مصائب، ولكن لأن الفقيد الحديثات - ونحسبه والعائلة وجميع الغرقى شهداء عند ربهم- فرضت عليه ظروفه المعيشية القاسية، فهو أب لسبع بنات، اخذ معه ستاً منهن، ليساعدنه في "قطف الزيتون" حيث "تضّمن" احدى المزارع في المنطقة المنكوبة، فغادرالجمع الى غير رجعة وكتب لاحداهن النجاة، لتكون الى جانب شقيقتها الصغرى ووالدتها في معاناة ومواجهة مع الحياة، وليكون زيد وبناته البريئات في قطافهم الأخير من الدنيا.

زيد عسكري متقاعد، عاش مع رفاقه في الجيش، ولكن حربه في الحياة لم تتوقف يوماً ،ففي سبيل توفير لقمة العيش، كان عليه ان لا يأخذ وقته من النوم والراحة او الاستماع الى مسلسل او نشرة اخبار، وحتى الجلوس مع افراد عائلته لينام بعده الليل الطويل، هذه حال الاردنيين الذين يريدون العيش بكرامة ولا تتلوث سمعتهم بطمع او تطاول على ما ليس لهم به حق،ففضل الحرب في دنياه، لا البقاء على قارعة الطريق أو أن يمد يدّه الى "الغانمة" ..رحمهم الله جميعاً.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/10 الساعة 21:58